مغازلته يده، ولزم مضجعه، وتوفّر على الخلوات معه؛ فقلت: خبر يحتمل الصّدق والمين، ووقفت حائرا بين هذين، حتى عرفت اشتهار ذلك؛ وأنّ الأخ غضب منذ أيام قليلة، وبات في القرافة «١» بأسوإ ليلة، فلم أدر كيف أعتب مولاي وألوم، ولا كيف أقعد في التّأنيب له وأقوم؛ وهو الحياء الذي إذا انثلم فقد انهدم، وإذا تصدّع فقد ذهب أجمع، والمعيشة التي من المروءة حفظ موادّها، وصلاح فسادها، ومع ذلك فالبيتان المذكوران لعبد الصمد [بن] المعذّل، في كلمة يقول فيها «٢» : [مجزوء الكامل]
هتفت به نذر المشي ... ب فغضّ من غرب الجماح
هيهات ملت إلى النّهى ... وأجبت داعية الفلاح
وجعلت من ورد التّقى ... كأس اغتباقي واصطباحي
وقد كان مولاي باستحسان هذه الأبيات أليق، وهي بصفته أعبق؛ وكأني به إذا بلغ إلى هذا الفصل من الرّقعة، أنشد قول الخطيم بن محرز «٣» : [الطويل]
وما لا مني في حبّ عزّة لائم ... من النّاس إلّا كان عندي من العدى
ولا قال لي: أحسنت إلّا حمدته ... بما قال لي ثمّ اتّخذت له يدا
ولا أتعدّى هذا الحد حرفا «٤» ، أن أجني ذنبا عظيما، وأولم قلبا بشهادة لله عليّ كريما.