للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنه قوله: ووصف في كتابه شوقا أعانه على وصفه منه ما خذلني منّي، وأخبرني عنه وإنّما أخبرني عنّي.

ومنه قوله: كتب الحضرة لو تتابعت وطالت، عندي بمنزلة المقتنص البهجة، المبتكر اللّذة، فكيف وهي لا تصل إلّا وترا، ولا تزور إلا غبّا، ولا ترخص للهائم إلّا في النّهلة، ولا تنفّس خناق المشتاق إلا بعد المهلة، وهي في أوسع العذر لأشغالها، وفي أضيقه لأشواقي، وقد نالت بأوّل كتبها كلّ المودة، فهي لا تتعب نفسها في طلب الباقي، وأين ذلك الباقي؟ وما أشبه هذه القصّة بقول جميل «١» : [الطويل]

إذا نظرت قالت: ظفرت بودّه ... وما ضرّني بخلي فكيف أجود

وما المراد ما يحمل فيه على الخاطر، فقد عرفت محاسنه الغرر، ولا أن يتأتّى بقدر الرّقي إلى الدراري والغوص على الدّرر؛ وعلى ذكر جميل فأحسن قوله «٢» : [الطويل]

وإنّي لراض منك يا بثن بالذي ... لو ايقنه الواشي لقرّت بلابله

ومنه قوله في ذلك أيضا «٣» : إن أخذ العبد- أطال الله بقاء المجلس وثبّت رفعته- في وصف أشواقه إلى الأيّام التي كانت قصارا، وأعادت الأيام بعدها طوالا، واللّيالي التي جمعت من

<<  <  ج: ص:  >  >>