للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أرشف مسك سطوره ولماها، وأنزه العين والقلب بين جنيها وجناها، وأطلق عنان شوق جعلت الأقلام له أنجما «١» ، وحسبت النّقس ليلا، والكتاب طيفا «١» ، والوقوف عليه حلما، إلى أن قضت النّفوس وطرا، وحملت الخواطر خطرا، وقرنته بما ظنه سحابا ما ظنه مطرا؛ هذا على أنه قريب العهد بيد النّعماء، فإن هرب فمن ماء إلى ماء.

ومنه قوله «٢» : وقف على الكتاب [و] ، جدد العهد بلثمه، لما لم يصل إلى اليد التي بعثته، وشفى القلب بضمه، عوضا عن الجوانح التي نفثته «٣» : [المتقارب]

وأين المطامع من وصله ... ولكن أعلل قلبا عليلا

ومنه قوله رحمه الله «٤» : وصل كتابه، فكان من لقائه طيفا، إلا [أنه] أنس بالضّحى، وأثار «٥» حرب الشوق وكان قطب الرّحى «٦» : [الطويل]

تخطّى إلى الهول والقفر دونه ... وأخطاره لا أصغر الله ممشاه

ومنه قوله يصف بلاغة كتاب «٧» : كتاب إلى نحري ضممته، وذكرت به الزمن الذي ما ذممته، وأكبرت قدره، فحين تسلمته استلمته، والتقطت زهره فحين لمحته استملحته، وامتزج بأجزاء

<<  <  ج: ص:  >  >>