وإيناسه من خليقتين، ومن أدنى صفاته أن يقال: هذا خلق من الرّياح، في صورة ذي منسر وجناح، وقد لقب بالبازي لكثرة وثوبه، وما غدا لمطلب صيد ففاته شيئ من مطلوبه، ولقد تكاثرت قلوب الطير لديه في كلّ حال، حتّى شبّه رطبها ويابسها بالعناب والحشف البال» .
ومنه قوله في المطر:
وانحلّ بها خيط السماء، حتى استوى ريّ بطونها للظّماء، ولكنّه للريح التي حبته بما حبا، ولم يكن مسك طلّه معتصرا إلّا من كافور الصّبا.
ومنه قوله:
ولقد سنّوا دروع الحديد على مثلها، ولولا اتقاء البغي لرأوا حمل العار في حملها، فإذا صافحتها أسنّة الحرضان «٢» ، رأيت أشخاص الكواكب في غدران.
ومنه قوله في لئام:
أصلح الإفساد، وردّ البلاد؛ وقد استذأبت نقادها «٣» ، واستجبلت وهادها «٤» ، ووردت وعولها بحيث ترد آسادها!.
ومنه قوله:
فعلم ذلك جهل لا يرعّ «٥» منه عنف الملامة، وداء لا يكفي في تقليل دمه