للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأجرى زورقه الفضة في نهرها، وألقى حمولته العنبر في بحرها «١» ، وألقى تشبيهاته «٢» بأسرها في أسرها، ولو لقيها ابن حمدان لاغتم فرمى قوس الغمام، وانبرى زي السهام، وتغطى من أذيال الغلائل المصبغة بذيل الظلام «٣» ، ولو سمعها امرؤ القيس لعلم أن فكرته قاصرة، وكرته خاسرة، وأيقن أن وحوشه غير مكسورة، وعقبانه غير كاسرة؛ فأين الجزع الذي لم يثقب من الدرّ الذي قد ينظم ويهذب «٤» ؟ وأين ذلك الحشف البالي من هذا الشرف العالي؟ فالله يكفي الخاطر الذي سمح بها عين الكمال الشحيحة، وتشفي القلوب العليلة بأدوية هذه الأنفاس الصحيحة.

وأما الأبيات فهي هذه «٥» : [الكامل]

يا ليلة قطّعت عمر ظلامها ... بمدامة صفراء ذات تأجج

بالساحل الباقي روائح نشره ... عن روضه المتضوع المتأرج

واليم زاه قد هدا تياره ... من بعد طول تقلّق وتموج

<<  <  ج: ص:  >  >>