وقيل: إن الكتاب المذكور هو" ديوان الأدب" للفارابي. والله أعلم.
وقال محمد بن أبي بكر الخاتمي: ارتحلت أريد المعرّة لألقى أبا العلاء، فلقيت في طريقي شابا حسنا وسيما وهو أعور، ومعه شخص وضيء الوجه، حسن الصورة، يعتبه عتابا لطيفا، فلمّا انتهى إلى آخر عتابه قال له الشابّ الأعور منشدا:[الكامل المرفّل]
إن كنت خنتك في الهوى ... فحشرت أقبح من فضيحه
قال الحاتمىّ: فرمت أن أزيد على هذا البيت فلم أستطع، لكثرة طربي به، إلى أن انتهيت إلى المعرّة، ودخلت على أبي العلاء، فكان أوّل حديثي معه أن تذاكرنا في أبيات من الشعر، ذكر منها بيت جهل قائله، وهو:[الرمل]
إنّما تسرح آساد الشّرى ... حيث لا تنصب أشراك الحدق
فقال: لقد أضاء بصيرة وإن عمي بصرا. فقلنا له: أتعرف لمن الشعر؟ فقال لا.
فبحثنا عنه، فوجدناه لبشار بن برد. ثمّ خلوت معه، فسألنى: من أنت؟ فانتسبت إليه، فقال: أنشدني شيئا من شعرك، فأنشدته، ثمّ حكيت له حكاية الشّاب، وأنسيت أن أقول له أنّه أعور، وأنشدته قوله:
إن كنت خنتك في الهوى ... فحشرت أقبح من فضيحة
فأسرع أن قال لي: أفلا زدت عليه:
وجحدت نعمة خالقي ... وفقدت مقلتي الصحيحه
٣٤٢/فقلت: والله ما كان إلّا أعور، فمن أين لك هذا؟ قال: شمت «١» إحدى عينيه من بيته.