قوله: «١» [المتقارب]
هجوت الأكابر في جلّق ... ورعت الرفيع بسبّ الوضيع «٢»
وأخرجت منها ولكنّني ... رجعت على رغم أنف الجميع
ومما استعطف به هذه النائبة، حتى لان له قلبها القاسي، وخفّ عليه حبلها الراسي، قصيدة كتبها إلى الملك العادل، أبي بكر ابن أيوب، منها: «٣» [الكامل]
ما في أبي بكر لمعتقد الهدى ... شكّ يريب بأنه خير الورى
بين الملوك الغابرين وبينه ... في الفضل ما بين الثّريّا والثّرى
يعفو عن الذّنب العظيم تكرّما ... ويصدّ عن قول الخنا متكبّرا
وله البنون بكلّ أرض منهم ... ملك يقود إلى الأعادي عسكرا
من كلّ وضّاح الجبين تخاله ... بدرا، فإن شهد الوغى فغضنفرا
يعشو إلى نار الوغى شغفا بها ... ويجلّ أن يعشو إلى نار القرى
متقدم حتى إذا النّقع انجلى ... بالبيض عن سبي الحريم تأخّرا
يا أيها الملك الذي ما في فضا ... ئله وسؤدده ومحتده مرا
أشكو إليك نوى تمادى عمرها ... حتى حسبت اليوم منها أشهرا
لا عيشتي تصفو ولا رسم الهوى ... يعفو ولا جفني يصافحه الكرى
ومن العجائب أن تفيّأ ظلكم ... كلّ الورى، ونبذت وحدي بالعرا
ثم كانت له من الملك المعظم عيسى، حين أفضى إليه ملكها، مكانة أشرقت عداه، وأشرقت بنداه. وكان لا يفارقه حيث شاد وخيّم، ولا يتجهّم له وجهه حيث تقشّع أو غيّم. وولّاه بدمشق وظيفة نظر الديوان، فباشرها حتى (٦٧)