جيش المنصور على باخمرا «١» من بلاد الكوفة، فانهزم حميد بن قحطبة، وناشده عيسى بن موسى في الثبات، فلم يثبت، ولم يبق معه إلا ثلاثة، واتفق من الحديث الغريب أن المنهزمين من جيش المنصور رأوا قدامهم نهرا لم يقدروا على خوضه، فرجعوا فظن أصحاب إبراهيم أنهم قد ردوا عليهم، فانهزموا بعد أن حصلوا على الظفر، ومن شعره قوله في رقية بنت الديباج العكانية وكان قد تزوج بها، وكان كلفا بها:
[الطويل]
رقيّة همّ النفس لا ذقت فقدها ... فها أنا ذا شوق لها وهي حاضر
وقالوا غدت شغلا له عن أموره ... ولو أبصروها لم يردوا معاذر
وقوله وقد اعتلّ أخوه:
[الطويل]
شكوت فعمّ السّقم من كان مؤمنا ... كما عمّ خلق الله نائلك الغمر
فيا ليتني كنت العليل ولم تكن ... عليلا وكان السّقم لي ولك الأجر
وقوله في رثاء أخيه:
[البسيط]
أبا المنازل ما هلك الفوارس من ... يفجع بمثلك في الدنيا فقد فجعا
الله يعلم أنّي لو خشيتهم ... أوانس القلب من تلقائهم فزعا