للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الطويل]

وسدّت بهارون الثغور فأحكمت ... به من أمور المسلمين المرائر

وكلّ ملوك الروم أعطاه جزية ... على الرغم قسرا عن يد وهو صاغر

لقد ترك الصفصاف هارون صفصفا ... كأن لم يدمّثه من الناس حاضر

تسوق يداه من قريش كرامها ... وكلتاهما بحر على الناس زاخر

أمور بميراث النبي وليتها ... فأنت لها بالحزم طاو وناشر

عليّ بني ساقي الحجيج تتابعت ... أوائل من معروفكم وأواخر

فأصبحت قد أيقنت أن لست بالغا ... مدى شكر نعمائكم وإني لشاكر

حصون بني العباس في كل مارق ... صدور العوالي والسيوف البواتر

فطورا بهارون القواطع والقنا ... وطورا بأيديهم تهزّ المخاصر

بأيدي عظام النفع والضر لا يني ... بهم للعطايا والمنايا بوادر

ليهنكم الملك الذي أصبحت بكم ... أسرته مختالة والمنابر

أبوك ولي المصطفى دون هاشم ... وإن رغمت من حاسديك المناخر

فأعطاه خمسة آلاف دينار، وكساه خلعة، وأمر له بعشرة من رقيق الدوم، وحمله على فرس من خاص مراكبه.

وذكر أنه كان مع الرشيد ابن أبي مريم المدائني، وكان مضحكا له محادثا فكها، كان لا يصبر عنه، ولا يمل محادثته، وبوّأه منزلا من قصره، فجاء ذات ليلة وهو نائم وقد طلع الفجر، وقام الرشيد إلى الصلاة، فألفاه نائما، فكشف اللحاف عن ظهره وقال: كيف أصبحت؟ وقال: يا هذا ما أصبحت بعد، اذهب إلى عملك، قال: ويلك قم إلى الصلاة، قال: هذا وقت صلاة أبي الجارود، وأنا من أصحاب أبي يوسف القاضي، فمضى وتركه نائما، وتأهب الرشيد للصلاة، فجاءه غلامه فقال: يا أمير المؤمنين قد قام إلى الصلاة، فقام

<<  <  ج: ص:  >  >>