للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في الذين طعنوا على عثمان؟ قال: قلت يا أمير المؤمنين، طعن عليه ناس، وكان معه ناس، فأما الذين طعنوا عليه فتفرقوا عنه، وأما الذين كانوا معه، فهم أهل الجماعة إلى اليوم، فقال لي: ما أحتاج أن أسأل بعد اليوم عن هذا، وذكر عنه قال: سألني الرشيد: كيف كانت منزلة أبي بكر وعمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال فقلت: كانت منزلتهما منه في حياتهما منزلتهما [ص ١٢٦] في مماته، فقال:، كفيتني فيما أحتاج إليه، وسئل مالك بن أنس عن هذا أيضا فقال له مثل هذا القول: منزلتهما منه في حياته مثل منزلتهما منه في مماته، فقال له: شفيتني يا مالك شفيتني يا مالك.

وذكر الليث بن عبد العزيز الجوزجاني عن بعض الحجبة، أن الرشيد دخل الكعبة، وقام على أصابعه وقال: اللهم يا من يملك حوائج السائلين، ويعلم ضمير الصامتين، فإن لكل مسألة منك ردا حاضرا، وجوابا عتيدا، وبكل صامت منك علم محيط ناطق بمواعيدك الصادقة، وأياديك الفاضلة، ورحمتك الواسعة، صلّ على محمد وعلى آل محمد، واغفر لنا ذنوبنا، وكفّر عنا سيئاتنا، يا من لا تضره الذنوب، ولا تخفى عليه العيوب، ولا تنقصه مغفرة الخطايا، يا من كبس الأرض على الماء، وسد الهواء بالسماء، واختار لنفسه الأسماء الحسنى، صلّ على محمد وعلى آل محمد، وخر لي في جميع أموري، يا من خشعت له الأصوات بأنواع اللغات، يسألونك الحاجات، إن من حاجتي عندك أن تغفر لي إذا توفيتني، وصرت في لحدي، وتفرق عني أهلي وولدي، اللهم لك الحمد حمدا يفضل كل حمد، كفضلك على جميع الخلق، اللهم صلّ على محمد صلاة تكون له رضى، وصلّ على محمد صلاة تكون له جزاء وأجزه عنا الجزاء الأوفى، اللهم أحينا سعداء، وتوفنا شهداء، واجعلنا سعداء مرزوقين، ولا تجعلنا أشقياء محرومين، وكان يقول: والله إني لأعرف في عبد الله، يعني

<<  <  ج: ص:  >  >>