للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما أسعفته بتمام هذا الأمل، ولا [ص ٣١٣] كمّلت له، ومن ذا الذي تم أمره أو كمل. وكان ذا دولة خدمتها الأكابر، وما منهم إلا من أغدق كرمه وشرق وغرّب مدحه، فمنهم عبد العزيز بن أبي عبدة، وفيه يقول بكر بن قيس:

[الطويل]

ألكني إلى عبد العزيز أخي الندى ... ثناء وقولا قلته متعرّقا

لعمري لنعم المستغاث وجدته ... لدن جئته صفرا من المال مملقا

لأضحى وزيرا للخليفة حاجبا ... ترى رأيه رأيا إذا قال صدّقا

فهذا يرى وجه النصيحة قوله ... وهذا يرى قول النصيحة موثقا

لفازت بنو حسان منه بسابق ... هنيئا مريئا أن يفوز ويسبقا

ومنهم عبد الكريم بن مغيث، وهو الذي أمن طليطلة «١» ، وبذل لأهلها مع القدرة من غير مسألة، إلا أنه اشترط عليهم شروطا خافوا منها العنت، لكتاب جاءه من الحكم، جاريه فيما احتكم، وفيه يقول غربيب بن عبد الله:

[البسيط]

يا فارس الناس في الهيجا ومعقلهم ... هنّاك ربّك ما أعطى وأولاكا

حفظت في نسله قيسا وحطتهم ... كأنّ قيسا بنا إذا مات أوصاكا

إن كان سرّك ما جاء البريد به ... فلا لعمر أبي ما سرّنا ذاكا

بل سرّنا منك نعماء بدأت بها ... ما كان ضرّك لو أتممت نعماكا

وفي أيامه في سنة سبع وتسعين ومائة كانت الشدة التي عمّت أرض

<<  <  ج: ص:  >  >>