يشتهيه، فقال في بعض الأيام: أشتهي أن يكون حول خيمتي فرس يرعى وقد ضربت له خيمة صغيرة، فأهدي إليه فرس أصفر، وكان للسلطان محمد المذكور ثلاثون ألف جشار من الخيل، وكان إذا أهدي إليه شيء وهو على تلك الحالة من مأكول أو غيره يطلق لذلك الشخص شيئا، ولم يكن عنده من كتب التواقيع فيتولى ذلك الرجل كتابة توقيعه بنفسه، وكان يعطى مثل السكين والمنديل علامة بإطلاق البلاد والأموال، فلما تولى جلال الدين أمضى جميع ما أطلقه والده بالتواقيع والعلائم، ثم أدركت السلطان محمد المنية وهو بالجزيرة (٢٢١) على تلك الحالة فغسله شمس بن محمد بلاغ «١» الجاويش ومقرب الدين مقدم الفراشين، ولم يكن عنده ما يكفن فيه فكفن في قميصه ودفن بالجزيرة في سنة سبع عشرة وست مئة بعد أن كان بابه يزدحم بملوك الأرض وعظمائها يستندون بجنابه ويتفاخرون بلثم ترابه، ورقي إلى درجة الملوكية جماعة من مماليكه وحاشيته فصار طشتداره وركبداره وسلحداره وجمداره وغيرهم من أرباب الوظائف كلهم ملوكا، وكان في أعلامهم علامات سود يعرفون بها. فعلامة الدّوادار: الدواة، والسّلحدار: القوس، والطّشتدار المسينة والجمدار: البقجة «٢» وأمير آخور «٣» البغل «٤» ، والجاويشية: قبة ذهب، وكان يمد السماط بين يديه ويأكل الناس، ويرفع من الطعام الذي في صدر المجلس إلى يد الأكابر إذا قعدوا على السماط للأكل، وكانت الزبادي كلها ذهب وفضة، وكان السلطان محمد يختص بأمور لا يشاركه فيها أحد منها: الجتر منشورا على رأسه إذا ركب،