وكان الملك المغيث فتح الدين عمر بن الملك العادل بن الكامل قد أرسله المعظم لما وصل إلى الشّوبك واعتقله، وكان النائب بالكرك والشّوبك لؤلؤ الصالحي «١» فلما جرى ما ذكرناه من قتل المعظم، وما استقر عليه الحال بادر بدر الدين لؤلؤ (٢٧٥) فأفرج عن المغيث وملكه قلعتي الكرك والشّوبك، وقام في خدمته أتم قيام.
ولما لم يجب أمراء دمشق إلى ما دعاهم إليه المصريون كاتب الأمراء القيمرية الذين بدمشق الملك الناصر صاحب حلب، فسار إليهم وملك دمشق ودخلها يوم السبت لثمان بقين «٢» من ربيع الآخر هذه السنة.
ولما استقر الناصر المذكور في ملك دمشق خلع على جمال الدين [بن]«٣»
يغمور وعلى أمراء دمشق وأحسن إليهم، واعتقل جماعة من مماليك الصالح أيوب، وعصت عليه بعلبك وعجلون وسميمس [مدة]«٣» مديدة، ثم سلمت إليه جميعها.
ولما بلغ الخبر بذلك إلى مصر قبضوا على من عندهم من القيمرية وعلى كل من اتهم بالميل إلى الحلبيين.
ثم إنّ أمراء الدولة وأكابرها اتفقوا على إقامة عز الدين أيبك الجاشنكير الصالحي في السلطنة، وأقاموا أيبك المذكور، وركب بالسناجق السلطانية وحملت الغاشية بين يديه يوم السبت آخر ربيع الآخر هذه السنة ولقب الملك العزيز، وأبطلت السكة والخطبة التي كانت باسم شجر الدّر.
ثم اجتمعت الأمراء واتفقوا على أنه لابد من إقامة شخص من بني أيوب في