عظيمة في الجاهلية والإسلام، ثم ذكر من تعاقب عليها إلى أن آلت إلى الناصر صلاح الدين، وعرّج على ذكر سلطنات برقة وأفريقية ومن توالى عليها من الأسر الحاكمة، وسلطنة المغرب الأقصى، وهي أعظم جهات المغرب، وقد توالى عليها الأدارسة ثم بنو مدران ثم يوسف بن تاشفين الذي بنى مراكش، ثم عرض للسودان، وأعظم قواعد السلطنة فيها الحبشة والنوبة، وبلاد التكرور سلطنة، وجزيرة الأندلس سلطنتان، سلطنة للمسلمين، وسلطنة للنصارى، وتوالى على سلطنة المسلمين ولاة بني أمية إلى أن ملكها صقر قريش، وتوارثها بنوه ثم بنو عبد المؤمن، كما عرض لغيرها من السلطنات في شمال البلاد الإسلامية.
ثم ذكر ما قاله ابن سعيد المغربي في الجندية في المشرق، وأهم خصائصها ومميزاتها، وموازنتها بخصائص الجندية في المغرب ومميزاتها، من خلال مشاهداته في رحلاته، ولقاءاته بالمسافرين، وبيان ما لكل فارس في المشرق من مركوب وعتاد ومساعدين، مما ليس لأمثاله في الأندلس والمغرب الأوسط والأقصى وأفريقيا، كما وصف أنواع أسلحة كل من الفريقين، كما وازن بين فرسان المغرب والأندلس ومهاراتهم، وما لأمراء الجيوش في المشرق من مظاهر لم يحظ بها قادة المغرب، ومثل هذا في أعطياتهم وطعامهم وفراشهم وآلات اللباس، والفضيلة في كل هذا واضحة للمشارقة على المغاربة، وأثنى على انضباط جند المغاربة وسرعة نجدتهم، وبيّن أسباب ذلك، وناقشه ابن فضل الله العمري في بعض ما أثنى به على الجند المغربي.
ثم عرض للوزارة في المشرق وأنها فيه أعظم منها في المغرب، وذكر مزايا الوزراء ودورهم في الحكم وآثارهم ... وعرض بعد ذلك لكتاب المشرق، وبراعتهم وسحر كلامهم، وأجاد في وصفهم، مما لا تجد للمغرب لدى المشرق يدا في فضل، ولا باعا في علياء.