للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكانوا يعتمدون في ذبح الحيوان أن تكتف قوائمه ويشق جوفه، ويدخل أحدهم يده إلى قلبه ويهرسه فركا حتى يموت أو يخرج قلبه، ومن ذبح كذبيحة المسلمين ذبح، ومن وقع جمله أو فرسه وثقله في كر أو فر، ومر عليه من يتلوه بعده، ولم ينزل لمساعدته قتل، وقيل كانت لهم ياسه قديمة أن من ارتمس في الماء قتل.

وكان جنكيز خان يعظم رؤساء كل أمة وملة، ويتخذ تعظيمهم، وسيلة إلى الله تعالى.

قال: والمشهود من حالهم إسقاط المؤمن والكلف عن العلويين [١] والفقراء [٢] والقراء والفقهاء والأطباء وأرباب العلوم على اختلافهم والزهاد حتى عن المؤذنين ومغسلي الموتى.

ومن آدابهم المستعملة وقوانينهم أشياء كثيرة؛ منها أن لا يأكل أحد من يد أحد طعاما حتى يأكل المطعم منه أولا، ولو كان المطعم أميرا والمطعم أسيرا، ولا يختص أحد بالأكل وحده دون أن يطعم جميع من وقع نظره عليه ذلك الطعام، ولا يمتاز أمير بالشبع من الزاد دون أصحابه، بل يقسمون الزاد بالسوية، ولا يرمى أحد بالمأكول رميا، وقد قابل (المخطوط ص ٤٥) مناولة باليد، ولا يخطو أحد موقد نار ولا طبق زاد، ومن اجتاز بقوم يأكلون فله أن يجلس إليهم، ويأكل معهم من غير استئذان، وأن لا يدخل الإنسان يده في الماء بل يأخذ ملء فيه، ويغسل يديه ووجهه، ولا يبول أحد على الرماد، ولا يطأ عتبة الخرگاه [٣] .


[١] العلويون هم أتباع الإمام علي بن أبي طالب، وتطلق على الشيعة إجمالا إلا أن فرقة النصيريين وهي إحدى الفرق الشيعة الغلاة يسمون بالعلويين (حركات الغلو والتطرف في الإسلام د. أحمد الشاذلي القاهرة ١٩٨٧ ص ٩٢- ٩٣) والعلويون هنا المقصود بهم أولاد وأحفاد الذين أقاموا جماعات علويين لهم في أنحاء متفرقة من إيران.
[٢] الفقراء: المتصوفة.
[٣] الخرگاه: خيمة كبيرة سرادق سلطاني (فرهنگ رازي ٢٧٢) ، الخرگاه بيت يسمى عندهم الخرقة، هي-

<<  <  ج: ص:  >  >>