للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

روى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال: وكان مما قيل من الشعر في الحبشة أن عبد اللَّه ابن الحارث بن قيس بن عَدِيّ، لما أمنوا بأرض الحبشة، وحَمِدُوا جوارَ النجاشي، وعبدوا اللَّه لا يخافون على دينهم أحداً، فقال أبياتاً منها (١)

إنَّا وَجَدْنَا بلادَ اللَّه واسعةً … تُنْجِي من الذُّلِّ والمَخْزاةِ والهُونِ

فَلا تُقِيمُوا على ذُلِّ الحياةِ ولا … خِزْي المماتِ (٢) وَغَيْبٍ غير (٣) مأمون

إنا تَبِعْنَا رسول اللَّه واطَّرَحُوا … قولَ النبيِّ وعالوا (٤) في المَوَازين

وقُتِل عبد اللَّه بن الحارث يوم الطائف شهيداً، هو وأخوه السَّائِب بن الحارث، كذا قال يونس عن ابن إسحاق، وقاله الزُّبَيْر وغيره. وقيل: إنه قُتِل يوم اليمامة شهيداً هو وأخوه أبو قَيْس، وقد انقرض بنو الحارث بن قَيْس بن عَدِيّ.

أخرجه الثلاثة.

٢٨٨٠ - عَبْدُ اللَّه بنُ الحَارِث بنِ نَوْفَل

(ب د ع) عَبْدُ اللَّه بن الحَارِثُ بن نَوْفَل بن الحَارِث بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي، له ولأبيه صحبة. وقيل: إن له إدراكاً ولأبيه صحبة، وأُمه هند بنت أبي سفيان ابن حرب بن أُمية.

ولد قبل وفاة النبي بسنتين، وأتى به رسولَ اللَّه فحنَّكَه ودعا له. يكنى أبا محمد وقيل: أبو إسحاق. ويلقب بَبَّه، وإنما لُقِّب بَبَّه لأن أُمَّه كانت تُرَقِّصُه وهو طفل، وتقول:

لأُنْكِحَنَّ بَبَّه (٥) … جاريةً خِدَبَّه

مُكْرَمَةً مُحَبَّة … تَجُبِّ أَهْلَ الكَعْبَة

وهو الذي اتفق عليه أهل البصرة عند موت يزيد بن معاوية، حتى يتفق الناس على إمام، وإنما فعلوا ذلك لأن أباه من بني هاشم وأُمه من بني أُمية، فقالوا: من وَلي الأمر رضي به.


(١) الأبيات في سيرة ابن هشام أيضا: ١/ ٣٣١.
(٢) في السيرة:
فلا تقيموا على ذل الحياة وخزي … في الممات وغيب غير مأمون
(٣) في المطبوعة: وعتب. والمثبت عن الأصل.
(٤) في المطبوعة: وعاثوا. والمثبت عن الأصل وهو موافق للسيرة، وعال في الميزان: خان.
(٥) ببة في الأصل: كثرة اللحم وتراكبه، وبه لقب عبد اللَّه بن الحارث، لكثرة لحمه في صغره. وخدبه ضخمة، وتجبهن تغلب نساء قريش بحسنها، يقال: جبت فلانة النساء تجبهن جبا: إذا غلبتهن. والرجز في حاشية الكامل للمبرد: ١٠٤٢. وفيه مكان: جارية خدبه: جارية كالقبة، هذا وينظر الكامل لابن الأثير: ٣/ ٣٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>