للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكان من خيار الصحابة وفضلائهم، وهاجر إلى الحبشة، ومنع سلمة من الهجرة إلى المدينة، وعذّب في اللَّه، ﷿، فكان رسول اللَّه يدعو له في صلاته في القنوت، له ولغيره من المستضعفين، ولم يشهد بدرا لذلك،

فكان رسول اللَّه إذا قنت في الركعة من صلاة الصبح قال: اللَّهمّ (١) أنج الوليد بن الوليد، وسلمة بن هشام، وعيّاش بن أبي ربيعة، والمستضعفين بمكة، وهؤلاء الثلاثة من بنى مخزوم، فأما الوليد بن الوليد فهو أخو خالد، وأما عياش بن أبي ربيعة ابن المغيرة فهو ابن عم خالد.

وهاجر سلمة إلى المدينة بعد الخندق، وقال الواقدي: إن سلمة لما هاجر إلى المدينة قالت أمه:

لا همّ ربّ الكعبة المحرّمه … أظهر على كلّ عدوّ سلمه

له يدان في الأمور المبهمة … كفّ بها يعطى وكف منعمه

وشهد موتة، وعاد منهزما إلى المدينة، فكان لا يحضر الصلاة لأن الناس كانوا يصيحون به وبمن سلم من مؤتة: يا فرّارين، فررتم في سبيل اللَّه! ولم يزل بالمدينة مع رسول اللَّه حتى توفى النبي ، فخرج إلى الشام مجاهدا، حين بعث أبو بكر الجيوش إلى الشام، فقتل بمرج الصّفّر، سنة أربع عشرة، أول خلافة عمر، وقيل: بل قتل بأجنادين في جمادى الأولى قبل وفاة أبى بكر الصديق بأربع وعشرين ليلة.

أخرجه الثلاثة.

[٢١٩٠ - سلمة بن يزيد بن مشجعة]

(ب د ع) سلمة بن يزيد بن مشجعة بن المجمّع بن مالك بن كعب بن سعد بن عوف بن حريم بن جعفيّ الجعفىّ.

وفد إلى النبي ، روى عنه علقمة بن قيس:

روى داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن علقمة، عن سلمة بن يزيد الجعفي، قال: انطلقت أنا وأخي إلى النبي ، فقلنا: يا رسول اللَّه، أمنا مليكة: كانت تصل الرحم وتقرى.

الضيف، وتفعل وتفعل، هلكت في الجاهلية، فهل ذلك نافعها شيئا؟ قال. لا: قلنا:

إنها وأدت أختا لنا في الجاهلية. فقال: الوائدة والموءودة في النار إلا أن تدرك الوائدة الإسلام فيعفو اللَّه عنها.

ورواه إبراهيم عن علقمة. والأسود، عن عبد اللَّه.

أخبرنا الخطيب عبد اللَّه بن أحمد الطوسي بإسناده إلى أبى داود الطيالسي، أخبرنا شعبة،


(١) ينظر المغازي الواقدي ١/ ٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>