للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَزِيدَ بْنِ السَّكَنِ أَنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ أُحُدٍ، حِينَ غَشِيَهُ الْقَوْمُ: مَنْ رَجُلٌ يَشْرِي [١] لَنَا نَفْسَهُ؟ فَقَامَ زِيَادُ بْنُ السَّكَنِ فِي خَمْسَةِ نَفَرٍ مِنَ الأَنْصَارِ- وَبَعْضِ النَّاسِ يَقُولُ: إِنَّمَا هُوَ عمارة بْنُ زِيَادِ [٢] بْنِ السَّكَنِ- فَقَاتَلُوا دُونَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، رجلا ثُمَّ رجلا، حَتَّى كَانَ آخرهم زيادا- أَوْ: عُمَارَةُ بْنُ زِيَادٍ- فَقَاتَلَ حَتَّى أَثْبَتَتْهُ [٣] الجراحة، ثُمَّ فاءت من المسلمين فئة فَأَجْهَضُوهُمْ [٤] عَنْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ادْنُوهُ مِنِّي. فَأَدْنَوْهُ مِنْهُ، فَوَسَّدَهُ قدمه، فمات- رَحِمَهُ الله- وَخَدُّهُ عَلَى قَدَمِ رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم [٥] . أخرجه الثلاثة.

٥٥٥٣- يزيد بن سلمة الضمريّ

(ب س) يزيد بن سلمة الضمري، وقيل: الأنصاري. وهو والد عبد الحميد، سكن البصرة.

روى عَنْهُ ابنه عبد الحميد أن النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم نهى عن نقرة [٦] الغراب، وفرشة [٧] السبع، وأن يوطن الرجل مكانه كما يوطن البعير [٨] . أخرجه أَبُو عمر وَأَبُو موسى، وقال أَبُو عمر: ذكروه فِي الصحابة، وَفِيه نظر [٩] .

كذا رواه أحمد بن عَليّ بن العلاء الجوزجاني، عن أبي الأشعث، عن يزيد بن زريع، عن عثمان البتي، عن عبد الحميد فقَالَ: الضمري. ورواه إِبْرَاهِيِم بن عبد الله، عن مُحَمَّد بن عبد الأعلى الصنعاني، عن يزيد بن زريع بإسناده فقال: الأنصاري.


[١] أي: يبيع.
[٢] في سيرة ابن هشام: «إنما هو عمارة بن يزيد» . وهو خطأ، انظر فيما تقدم ترجمة «زياد بن السكن» : ٢/ ٢٧٠، وترجمة عمارة بن زياد: ٤/ ١٣٩.
[٣] أي منعته من الحركة.
[٤] أي: أزالوهم وغلبوهم.
[٥] سيرة ابن هشام: ٢/ ٨١.
[٦] نقرة الغراب: يريد تخفيف السجود، وأنه لا يمكث فيه إلا قدر وضع الغراب منقاره فيما يريد أكله.
[٧] في المطبوعة: «وفريسة» . وفي المصورة: «وفرسه» . والصواب: «وفرشة» . انظر مسند الإمام أحمد:
٥/ ٤٤٧. وقد نهى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن افتراش السبع في الصلاة، وهو أن يبسط ذراعيه في السجود ولا يرفعها عن الأرض، كما يبسط الكلب والذئب ذراعيه.
[٨] المعنى: أن يألف الرجل مكانا معلوما من المسجد مخصوصا به يصلى فيه، كالبعير يلازم مبركا له. وقيل: معناه أن يبرك على ركبتيه قبل يديه إذا أراد السجود، مثل بروك البعير.
[٩] تقدم الحديث في ترجمة عبد الرحمن بن شبل وخرجناه هنالك، انظر: ٣/ ٤٥٩. وقد أخرجه الإمام أحمد من طريق عثمان البتي، عَنْ عبد الحميد بْن سلمة، عن أبيه. انظر المسند: ٥/ ٤٤٦- ٤٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>