كتاب أسد الغابة في معرفة الصحابة - ط الفكر

حرف الميم - ٧٢٨٦ - مليكة بنت خارجة - ج: 6 - ص: 269

أخبرنا أبو الحرم مكى بن ربان النحوي بإسناده عن يحيى بن يحيى، عن مالك، عن إسحاق ابن عبد اللَّه بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك، أن جَدّته مُلَيكة دَعَت النبي ﷺ لطعام، فأكل منه ثم قال: قوموا فَلأُصَلِّي (١) لكم. قال أنس: فقمت إلى حَصِير قد أسودَّ من طول ما لبِسَ (٢) فنضحتُه بالماء، فقام عليه رسول اللَّه ﷺ، وَصَفَفْتُ أنا واليتيمُ خلفه، والعجوز من ورائنا، فصلى بنا ركعتين، ثم انصرف (٣).

وأخرجه الترمذيّ، عن إسحاق الأنصاري، عن مَعْنٍ، عن مالك» به (٤).

قيل: إنها أُم سليم. وقيل: أُم حرام. ولا يصح ذلك، والاختلاف في اسم أُم سليم كثير على ما نذكره في اسمها، إن شاء اللَّه تعالى.

أخرجها الثلاثة، إلا أن أبا عمر قال: «جدّة إسحاق» (٥). وقال ابن منده وأبُو نُعيم: جدّة أنس بن مالك.

قلت: يصح قول أبي عمر أنها جدّة إسحاق، لأنه إسحاق بن عبد اللَّه، وأُم عبد اللَّه أُم سليم. ولا يصح أن تكون أُم سليم على قول ابن منده وأبي نعيم، لأن أُم سليم هي أُم أنس بن مالك وليست بجدة له، ولم تكن لأنس جدة من أبيه ولا من أُمه مسلمة، حتى يحمل عليها، فما أقربَ قولَ أبي عمر من الصحيح، واللَّه أعلم.

٧٢٨٦ - مليكة بنت خَارِجَة

(ب) مُليكة - ويقال: حَبِيبة بنت خَارِجَة بن زيد بن أبي زُهَيْر الأنصارية. تقدّم ذكرها (٦) في حبيبة.

أخرجها أبو عمر.

---

(١) في المطبوعة: «فلأصل». والمثبت عن المصورة، والموطأ.
(٢) أي: استعمل.
(٣) تنوير الحوالك، شرح موطأ الإمام مالك، جامع سبحة الضحى: ١/ ١٢٩ - ١٣٠.
(٤) تحفة الأحوذي، أبواب المواقيت، باب «ما جاء في الرجل يصلى ومعه الرجال والنساء» الحديث ٢٣٤» ٢/ ٢٩ - ٣٠.
(٥) الاستيعاب: ٤/ ١٩١٤.
(٦) انظر الترجمة ٦٨٢٨: ٧/ ٦٠.