للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لا تمسها النار أبدا، قال: فإن حفظت هذه الرواية فلعله سعد بن معاذ آخر غير الخزرجىّ المعروف، فإنه توفى سنة خمس قبل وقعة تبوك بسنين.

قلت: كذا قال أبو موسى، فلعله سعد بن معاذ آخر غير الخزرجي، وهو وهم، فإن سعد ابن معاذ الّذي مات سنة خمس هو أوسي من بنى عبد الأشهل، وهو الّذي جرح في الخندق، وتوفى بعد أن حكم في بني قريظة، وهو أوسي لا شبهة فيه، وقوله إن موته كان قبل تبوك صحيح، ولكن هذه الرواية التي فيها ذكر سعد بن معاذ ليس فيها لتبوك ذكر، فإن صحت الرواية فلعله كان قبل قتله، على أنني لا أعلم أن سعد بن معاذ لم يتخلف عن رسول اللَّه في غزوة غزاها، بدر وغيرها، وإنما اختلفوا في سعد بن عبادة: هل شهد بدرا أم لا؟ واللَّه أعلم، على أن من تخلّف عن رسول اللَّه من الأنصار وغيرهم معروفون ليس فيهم سعد، ومن تخلف كان أولى باللّوم والتثريب، فكيف يقبل يده أو يصافحه.

[١٩٦٨ - سعد بن اياس الأنصاري]

(س) سعد بن إياس البدري الأنصاريّ.

روى إسحاق بن إياس بن سعد بن أبي وقاص قال: حدثني جدّى أبو أمي، حدثني سعد بن إياس الأنصاري البدري قال: شهدت رسول اللَّه يقول للعباس بن عبد المطلب: يا عم، إذا كان غدا فلا ترم (١) أنت وبنوك، فلما كان الغد صبحهم فقال: كيف أصبحتم؟ قالوا: بخير بآبائنا وأمهاتنا أنت يا رسول اللَّه، فقال:

ليدن بعضكم من بعض، فلما تقاربوا نشر عليهم ملاءة ثم قال: اللَّهمّ، هؤلاء أهل بيتي فاسترهم من النار كستري إياهم، فقالت أسكفّة (٢) الباب وحوائط البيت: آمين، آمين.

هذا حديث مختلف في إسناده، يروى من عدة أوجه، رواه الكديمي، عن عبد اللَّه بن عثمان بن إسحاق بن سعد بن أبي وقاص، حدثني جدي أبو أمي مالك بن حمزة بن أبي أسيد الأنصاري الخزرجي البدري (٣).

أخرجه أبو موسى.

[١٩٦٩ - سعد بن اياس الشيباني]

(ب د ع) سعد بن إياس أبو عمرو (٤) الشّيبانىّ، من بنى شيبان بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، فهو بكرى شيباني.


(١) في النهاية: «قال للعباس : لا ترم من منزلك غدا أنت وبنوك، أي: لا تبرح».
(٢) الأسكفة: خشبة الباب التي يوطأ عليها.
(٣) ينظر ميزان الاعتدال: ٣/ ٤٢٥.
(٤) في الأصل والمطبوعة: أبو عمر، ينظر باب الكنى، والاستيعاب: ٥٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>