للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يقول: لا تقتلوا أولادكم سرّا، فإن الغيل (١) يدرك الفارس فيدعثره (٢) عن فرسه (٣).

وروى يحيى بن أبي كثير، عن محمود بن عمرو، عن أسماء بنت يزيد، عن النبي قال: من بنى للَّه مسجدا بنى اللَّه له بيتا في الجنة (٤).

أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.

[٦٧١١ - أسماء بنت يزيد الأشهلية]

(ب د ع) أسماء بنت يزيد الأنصاريّة. من بنى عبد الأشهل. رسول النساء إلى النبي

روى عنها مسلم بن عبيد. أنها أتت النبي وهو بين أصحابه، فقالت: بأبي وأمي أنت يا رسول اللَّه. أنا وافدة النساء إليك، إن اللَّه ﷿ بعثك إلى الرجال والنساء كافه، فآمنا بك وبإلهك، وإنا معشر النساء محصورات مقصورات، قواعد بيوتكم، ومقضي شهواتكم، وحاملات أولادكم. وإنكم - معشر الرجال - فضّلتم علينا بالجمع والجماعات، وعيادة المرضى، وشهود الجنائز، والحج بعد الحج، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل اللَّه ﷿ وإن الرجل إذا خرج حاجا أو معتمرا أو مجاهدا، حفظنا لكم أموالكم، وغزلنا أثوابكم، وربينا لكم أولادكم. أفما نشارككم في هذا الأجر والخير؟! فالتفت النبي إلى أصحابه بوجهه كله، ثم قال: هل سمعتم مقالة امرأة قط أحسن من مساءلتها في أمر دينها من هذه؟ فقالوا: يا رسول للَّه، ما ظننا أن امرأة تهتدى إلى مثل هذا. فالتفت النبي إليها فقال: فهمي أيتها المرأة، وأعلمى من خلفك من النساء، أن حسن تبعل (٥) المرأة لزوجها وطلبها مرضاته، واتباعها موافقته، يعدل ذلك كلّه. فانصرفت المرأة وهي تهلّل.

أخرجه الثلاثة. وقال أبو نعيم: أفردها المتأخر عن المتقدّمة، وهي عندي المتقدّمة - يعنى أسماء بنت يزيد بن السكن


(١) في المطبوعة: «القتل». وهو خطا، والصواب عن المصورة وسنن أبي داود. والغيل- بفتح الغين وسكون الياء- هو أن يجامع الرجل امرأته وهي ترضع.
(٢) أي: يصرعه ويهلكه. قال ابن الأثير عند هذه المادة: والمراد النهى عن الغيلة، وهو أن يجامع الرجل امرأته وهي مرضع، وربما حملت، واسم ذلك اللبن الغيلة- بالفتح- فإذا حملت فسد لبنها، يريد أن من سوء أثره في بدن الطفل وإفساد مزاجه وإرجاء قواه: أن ذلك لا يزال ماثلا فيه إلى أن يشتد ويبلغ مبلغ الرجال، فإذا أراد منازلة قرن في الحرب وهن عنه وانكسر، وسبب وهنه وانكساره الغيل».
(٣) سنن أبي داود، كتاب الطب، باب «في الغيل».
(٤) مسند الإمام أحمد: ٦/ ٤٦١.
(٥) أي: حسن مصاحبها له.

<<  <  ج: ص:  >  >>