للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فما لبث إلا ثماني ليال بعد هذا القول حتى توفي ، فصلى عليه محمد بن الحَنَفِيَّة، فأقبل طائر أبيض فدخل في أكفانه، فما خرج منها حتى دفن معه، فلما سُوِّيَ عليه التراب قال ابن الحنفية: مات واللَّه اليوم خبر هذه الأُمة.

وكان له لما تُوُفِّيَ النبيّ ثلاثَ عشرةَ سنة. وقيل: خمس عشرة سنة. وتوفي سنة ثمان وستين بالطائف، وهو ابن سبعين سنة. وقيل: إحدى وسبعين سنة. وقيل: مات سنة سبعين.

وقيل: سنة ثلاث وسبعين. وهذا القول غريب.

وكان يُصَفِّر لحيته، وقيل: كان يَخْضِبُ بالحِنَّاء، وكان جميلاً أبيض طويلاً، مُشْرَباً صفرة، جسيماً وسيماً صبيح الوجه، فصيحاً.

وحج بالناس لما حُصر عثمان، وكان قد عمي في آخر عمره، فقال في ذلك:

إنْ يأْخذِ اللَّه مِنْ عَيْنَيّ نُورَهُما … فَفي لِسَاني وَقَلْبِي مِنْهُمَا نُورُ

قَلْبِي ذَكِيٌّ وَعقْلِي غَيْرُ ذِي دَخَل … وَفِي فَمِي صَارِمٌ كالسَّيفِ مأْثورُ (١)

أخرجه الثلاثة.

٣٠٣٦ - عَبْدُ اللَّه بنُ عَبْدِ الأَسَدِ

(ب د ع) عبد اللَّه بن عبد الأسد بن هِلال بن عبد اللَّه بن عُمَر بن مخزوم بن يَقَظَة ابن مُرَّة بن كعب بن لؤي القرشي المخزومي، يكنى أبا سلمة، وهو ابن عمة رسول اللَّه ، أُمه بَرَّة بنت عبد المطلب، وهو أخو رسول اللَّه ، وأخو حمزة بن عبد المطلب من الرضاعة، أرضعتهم ثُوَيْبَة مولاة أبي لهب (٢) أرضعت حمزةَ ، ثم رسولَ اللَّه ، ثم أبا سلمة . وهو ممن غَلَبت عليه كنيتهُ، ويذكر في الكنى، إن شاء اللَّه تعالى قال ابن منده: شهد أبو سلمة بدراً (٣) وأُحداً وحنيناً والمشاهد (٤)، ومات بالمدينة لما رجع من بدر.


(١) سيف مأثور: في متنه أثر الوشي والزينة.
(٢) سيرة ابن هشام: ٢/ ٩٦.
(٣) سيرة ابن هشام: ١/ ٢٥٢.
(٤) قوله: «وأحدا وحنينا والمشاهد» مضروب عليه في أصلنا. ولكن لا بد من إثباته، فسيأتي نقد ابن الأثير لهذا القول.

<<  <  ج: ص:  >  >>