للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقَالَ أَبُو نعيم وَأَبُو مُوسَى: إنه شهد بدرًا، ولم يذكر أَنَّهُ كَانَ عَلَى الخمس، لأن أبا نعيم وابن منده ذكرًا أن الخمس كَانَ عَلَيْهِ عَبْد اللَّه بْن كعب المقدم ذكره أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم وَأَبُو عُمَر وَأَبُو مُوسَى، وقَالَ أَبُو عُمَر: توفي سنة ثلاثين بالمدينة، وصلى عَلَيْهِ عثمان.

قلت: قَدْ جعل أَبُو نعيم هَذَا غير الَّذِي قبله، وجعل الأول هُوَ الَّذِي حفظ الأنفال، وجعل هذا الثاني فيمن شهد بدرًا، ولم يذكر وفاة أحدهما، وأمَّا ابْنُ منده فلم يذكر الثَّاني وَإِنما جعل الأول هُوَ الَّذِي حفظ الأنفال، وذكر وفاته. وأما أبو عمر فلم يذكر الأول، وإنما ذكر هَذَا وجعله هُوَ الَّذِي حفظ الأنفال، وأنَّه مات سنة ثلاثين. وكنى أَبُو نعيم وابن منده الأول:

أبا الحارث، وجعل أَبُو عُمَر هَذِهِ الكنية لهذا. وقَالَ ابْنُ الكلبي: عبد الله بن كعب بن عمرو بن عوف ابن مبذول، شهد بدرًا، وجعله رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قبض مغانمها، ووافق أبا عُمَر ولم يذكر الأول، وَإِنما ذكر حبيب [١] بْن كعب بْن زَيْد بْن عاصم بْن عَمْرو بْن عوف بْن مبذول. وَقَدْ تقدم ذكره.

والصحيح أن أبا الحارث كنية عبد الله بن كعب بن عمرو بن عوف، وهو الَّذِي كَانَ عَلَى الخمس وهو الَّذِي صلى عَلَيْهِ عثمان. عَلَى أن أبا أَحْمَد العسكري قَالَ فِي ترجمة «عَبْد اللَّه بْن كعب بْنُ عاصم» : ذكره ابْنُ أَبِي خيثمة، يكنى أبا الحارث، كَانَ عَلَى الخمس يَوْم بدر، مات سنة ثلاث وثلاثين وصلى عَلَيْهِ عثمان.

ولا شك أن ابْنُ منده وأبا نعيم عَنِ ابْنِ أَبِي خيثمة نقلًا ما قالاه، والعجب من أَبِي نعيم فإنه ذكر فِي ترجمة «عَبْد اللَّه بْن يَزِيدَ بْن عَمْرو بْن مازن [٢] » المقدم كلام ابْنُ منده، ونسب ابْنُ منده إِلَى الخطأ، وقَالَ: الَّذِي كَانَ عَلَى النفل «عَبْد اللَّه بْن كعب بْن عمرو بْن عوف بْن مبذول ابن عمرو بْن غنم بْن مازن بن النجار» وجعل هاهنا الَّذِي عَلَى النفل «عَبْد اللَّه بْن كعب بن زيد ابن عاصم» وهذا خلاف ما قاله أولًا، والله أعلم.

٣١٥٠- عَبْد اللَّه بْن كعب بْن مَالِك

عَبْد اللَّهِ بْن كعب بْن مَالِك بْن أُبي بْن كعب الْأَنْصَارِيّ السلمي.

ذكره أَبُو أَحْمَد العسكري فيمن لحق النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم.


[١] كذا.
[٢] ينظر: ٣/ ٢٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>