للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٣٢٨٧ - عبد الرحمن بن خالد بن الوليد]

(ب د ع) عبد الرّحمن بن خالد بن الوليد بن المغيرة القرشي المخزومي.

أدرك النبي ورآه، ولأبيه صحبة، أمه أسماء بنت أسد بن مدرك الخثعميّ، يكنى أبا محمد.

وكان عبد الرحمن من فرسان قريش وشجعانهم، له هدى حسن وفضل وكرم، إلا أنه كان منحرفا عن علي وبني هاشم مخالفة لأخيه المهاجر بن خالد، فإن المهاجر كان محبا لعلى، وشهد معه الجمل وصفين، وشهد عبد الرحمن صفين مع معاوية.

وسكن حمص، وكان مع أبيه يوم اليرموك، وكان معاوية يستعمله على غزو الروم، له معهم وقائع.

ولما ولّى العباس بن الوليد حمص قال لأشراف أهل حمص: يا أهل حمص، ما لكم لا تذكرون أميرا من أمرائكم مثل ما تذكرون عبد الرحمن بن خالد؟ فقال بعضهم: كان يدنى شريفنا، ويغفر ذنبنا، ويجلس في أفنيتنا، ويمشى في أسواقنا، ويعود مرضانا، ويشهد جنائزنا، وينصف مظلومنا.

وقيل: لما أراد معاوية البيعة ليزيد ابنه، خطب أهل الشام فقال: يا أهل الشام، كبرت سنّى، وقرب أجلى، وقد أردت أن أعقد لرجل يكون نظاما لكم، وإنما أنا رجل منكم. فأصفقوا (١) على الرضا بعبد الرحمن بن خالد بن الوليد، فشق ذلك على معاوية وأسرّها في نفسه. ثم إن عبد الرحمن مرض فدخل عليه ابن أثال النّصرانيّ فسقاه سمّا، فمات. فقيل: إن معاوية أمره بذلك، وذلك سنة سبع وأربعين.

قال محمد بن سعد: لا بقيّة لعبد الرحمن بن خالد.

ثم إن المهاجر بن خالد دخل دمشق مستخفيا، هو وغلام له، فرصد الطبيب فخرج ليلا من عند معاوية، فأقصده (٢) المهاجر وهذه القصة مشهورة عند أهل السّير، قاله أبو عمر.

وقال الزبير بن بكّار: كان خالد بن المهاجر بن خالد اتّهم معاوية أنه دسّ إلى عمه عبد الرحمن متطبّبا، يقال له: ابن أثال، فسقاه في دواء فمات، فاعترض لابن أثال فقتله (٣)، واللَّه أعلم.


(١) أصفقوا: أجمعوا واتفقوا.
(٢) في الأصل والمطبوعة: فقصده. والإقصاد: القتل، يقال: أقصدت الرجل: إذا طعنته أو رميته بسهم فلم تخط مقاتله.
ونص الاستيعاب ٨٣٠: «فقتله المهاجر».
(٣) ينظر كتاب نسب قريش: ٣٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>