للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهو الذي أخذه أبو سفيان بن حرب أسيرا، ففدى به ابنه عَمْرو بن أبي سفيان، قال الزبير:

كان سعد بن النعمان قد جاءَ مُعْتمراً، فلما قضى عمرته وصدر كان معه المنذر بن عمرو، فطلبهما أبو سفيان فأدرك سعداً، فأسره، وفاته المنذر، ففيه يقول ضرار بن الخطاب (١):

تداركتَ سَعداً عَنْوة فأخذتَه*وكان شِفاءً لو تداركتَ مُنْذِراً أخبرنا عبيد اللَّه بن أحمد بن علي بإسناده، عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال:

حدثني عبد اللَّه بن أبي بكر بن حزم، قال: كان عمرو بن أبي سُفْيان من أسارى بدر، في يد رسول اللَّه ، فقيل لأبي سفيان: افْد عمراً ابنك، فقال: قتلوا حَنْظلة وأفدي عَمْراً، مالي ودمي!! دعوه بأيديهم ما بدا لهم، فبينما هم كذلك عند رسول اللَّه بالمدينة، خرج سعد بن النعمان بن أكّال، أخو بني عمرو بن عوف، معتمراً ومعه مُرَيَّة (٢) وكان مسلماً لا يخاف الذي صُنِع به، فعدا عليه أبو سفيان، فحبسه بمكة بابنه عمرو، ثم قال:

أرَهط ابنِ أُكَّال أجيبُوا دُعَاءَه … تَعاقَدْتُمُ (٣) لَا تُسْلموا السيِّد الكَهْلا

فَإن بَنِي عَمْروٍ لِئَامٌ أذِلَّةٌ … لئِنْ لَمْ يَفُكُّوا عَنْ أَسِيرِهُمُ الكَبْلا

فمشى بنو عمرو بن عوف إلى رسول اللَّه ، فأخبروه خبرهم، وسألوه أن يعطيهم عمرو ابن أبي سفيان ليفْتَكُّوا به أسيرهم، ففعل، فبعثوا به إلى أبي سفيان، فخلى سبيل سعد، فقال حسان:

لو كان سعد يوم مكْرَز (٤) مطلقاً … لأكثر فيكم قبل أن يؤسر القتلا

بعَضْبِ حُسَام أو بِصَفْراءَ نَبْعَةٍ … تَحِنّ إذا ما أُنْبِضت تَحْفِز النبلا (٥)

فأما هشام بن الكلبي فإنه ذكر هذه الحادثة مع النعمان والد سعد.

أخرجه أبو عمر.

٢٠٤٩ - سَعْدُ بن النُّعْمان الظَّفَري

(د ع) سَعْدُ بن النُّعْمان بن قيسِ بن عمرو بن زيد بن أميّة الظّفرى. شهد بدرا.


(١) سيرة ابن هشام: ١/ ٤٥٠، ٤٥١.
(٢) مرية: تصغير امرأة.
(٣) في الأصل والمطبوعة: تفاقدتم، وينظر سيرة ابن هشام: ١/ ٦٥١.
(٤) كذا، وفي السيرة ١/ ٦٥٠: مكة.
(٥) الصفراء: القوس، والنبع: شجر يتخذ منه القسي، وأنبضت: شد ترها، تحفز: تدفع.

<<  <  ج: ص:  >  >>