للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إلى أخيه، فأقبل إلى المدينة، واعتذر إلى رسول اللَّه وتاب إلى اللَّه تعالى من صنيعه، فقبل النبي عذره.

وكان الجلاس منافقاً، فتاب، وحسنت توبته، وقصته مع عمير بن سعد مشهورة في التفاسير، وهي أنه تخلف عن رسول اللَّه في تبوك، وكان يُثبِّطُ الناس عن الخروج، فقال: واللَّه إن كان محمد صادقاً لنحن شر من الحمير، وكانت أم عمير بن سعد تحته، كان عمير يتيماً في حجره لا مال له، وكان يكفله، ويحسن إليه، فسمعه يقول هذه الكلمة، فقال: يا جلاس، لقد كنت أحب الناس إليَّ، وأحسنهم عندي يداً، وأعزّهم علي، ولقد قلت مقالة لئن ذكرتها لأفضحنَّك، ولئن كتمتها لأهلكنّ، فذكر للنبي مقالة الجلاس، فبعث النبي إِلى الجلاس، فسأله عما قال عمير، فحلف باللَّه ما تكلّم به وإن عميراً لكاذب، وعمير حاضر، فقام عمير من عند النبي وهو يقول: اللَّهمّ أنزل على رسولك بيان ما تكلّمت به، فأنزل اللَّه تعالى: ﴿وَلَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ﴾ (١). الآية، فتاب بعد ذلك الجلاس، واعترف بذنبه، وحسنَت توبته، ولم ينزع عن خيرٍ كان يصنعه إلى عمير، فكان ذلك مما عرفت به توبته.

أخرجه الثلاثة.

وقال ابن منده، عن أبي صالح، عن ابن عباس: أن الحارث بن الجلاس بن الصامت، وليس بصحيح، وإنما هو أخو الجلاس بن سويد، ذكر ذلك ابن منده وأبو نعيم في الحارث، فقالا: الحارث بن سويد، وذكره غيرهما كذلك، واللَّه أعلم.

٧٧٠ - الجُلَاس بن صليت

(د ع) الجُلَاس بن صليت (٢) اليرْبوعي، أتى النبي فسأله عن الوضوء،

روت عنه ابنته أم منقذ أنه أتى النبي فسأله عن الوضوء، فقال: واحدة تجزئ، وثنتان، ورأيته توضأ ثلاثاً ثلاثاً.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

[٧٧١ - الجلاس بن عمرو]

(س)

الجُلَاسُ بن عَمْرو الكندي. روى حديثه زيد بن هلال بن قطبة الكندي، عن أبيه، عن جلاس بن عمرو الكندي قال: «وفدت في نفر من قومي بني، كندة على النبي فلمّا أردنا الرجوع إلى بلاد قومنا، قلنا: يا نبي اللَّه، أوصنا، قال: إن لكل ساع غاية، وغاية ابن آدم الموت، فعليكم بذكر اللَّه، فإنه يسهلكم ويرغبكم في الآخرة».

أخرجه أبو موسى بإسناده، وقال: علي بن قَرِين، وهو راوي الحديث، ضعيف (٣).


(١) التوبة: ٧٤.
(٢) كذا في الأصل، وفي تاج العروس، مادة جلس: صلت.
(٣) ينظر ميزان الاعتدال: ٣ - ١٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>