للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقَدْ ذكرنا حديث عفيف الكندي فِي أن أول من أسلم عليّ فِي ترجمته.

وقَالَ أَبُو الأسود تيم بْن عروة: إن عليًا والزبير أسلما وهما ابنا ثمان سنين.

قَالَ أَبُو عُمَر: ولا أعلم أحدًا يَقُولُ بقوله هَذَا [١] وَقَدْ قَالَ جماعة غير من ذكرنا: إن عليًا أول من أسلم، وقيل: أَبُو بَكْر، والله أعلم

هجرته رَضِيَ اللهُ عَنْهُ

أَنْبَأَنَا عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بِإِسْنَادِهِ، عَنْ يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال: وأقام رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَعْنِي بَعْدَ أَنْ هَاجَرَ أَصْحَابُهُ إِلَى الْمَدِينَةِ- ينتظر مجيء جبريل عليه السلام وأمره لَهُ أَنْ يَخْرُجَ مِنْ مَكَّةَ بِإِذْنِ اللَّهِ لَهُ فِي الْهِجْرَةِ إِلَى الْمَدِينَةِ، حَتَّى إِذَا اجْتَمَعَتْ قُرَيْشٌ فَمَكَرَتْ بِالنَّبِيِّ، وَأَرَادُوا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَرَادُوا، أَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ وَأَمَرَهُ أَنْ لا يَبِيتَ فِي مَكَانِهِ الَّذِي يَبِيتُ فِيهِ، فَدَعَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم على بن أَبِي طَالِبٍ فَأَمَرَهُ أَنْ يَبِيتَ عَلَى فِرَاشِهِ، ويتسجّى يبرد لَهُ أَخْضَرَ، فَفَعَلَ، ثُمَّ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْقَوْمِ وَهُمْ عَلَى بَابِهِ.

قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَتَتَابَعَ النَّاسُ فِي الْهِجْرَةِ، وَكَانَ آخِرَ مَنْ قَدِمَ الْمَدِينَةَ مِنَ النَّاسِ وَلَمْ يُفْتَنْ فِي دِينِهِ عَلَيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَذَلِكَ أَنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَّرَهُ بِمَكَّةَ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَنَامَ عَلَى فِرَاشِهِ وَأَجَّلَهُ ثَلاثًا، وَأَمَرَهُ أَنْ يُؤَدِّيَ إِلَى كُلِّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ فَفَعَلَ. ثُمَّ لَحِقَ بِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. [٢] أَنْبَأَنَا [أَبُو [٣] [مُحَمَّدِ] بْنُ [أَبِي [٣]] الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الحسن بن هبة الله الدِّمَشْقِيُّ إِجَازَةً:

أَنْبَأَنَا أَبِي أَنْبَأَنَا أَبُو الأَغَرِّ قراتكين [٤] بن الأسعد، حدثنا أبو محمد الجوهري [٥] ، حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصِ بْنُ شَاهِينَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْهَمْدَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَزِيدَ النَّخَعِيُّ، حدثنا عبيد الله بن الحسن، حدثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّه بْن أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِي رَافِعٍ (ح) قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ: وَحدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ فِي هِجْرَةِ النبي


[١] الاستيعاب: ٣/ ١٠٩٣.
[٢] ينظر سيرة ابن هشام: ١/ ٤٨٠- ٤٨٥.
[٣] ما بين القوسين، سقط من المطبوعة، ينظر فيما تقدم: ٣/ ٣١١، التعليق رقم «٢» ، وكان في المطبوعة:
«القاسم بن على» .
[٤] في المطبوعة: «أبو الأعز» بالعين والزاى. وأثبتنا ما في العبر للذهبى: ٤/ ٥٧، ويقول عنه الذهبي: «روى عن الجوهري، وكان عاميا» . وقد توفى ببغداد في رجب سنة ٥٢٤.
[٥] في المطبوعة: «الجويني» . وينظر التعليق المتقدم، وهذا السند في ترجمة عمر بن الخطاب فيما يأتى» .

<<  <  ج: ص:  >  >>