للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكان من فضلاء الصحابة، وأحد دهاة العرب وكرمائهم، وكان من ذوى الرأي الصائب والمكيدة في الحرب، مع النجدة والشجاعة، وكان شريف قومه غير مدافع، ومن بيت سيادتهم.

أنبأنا إبراهيم وإسماعيل وغيرهما بإسنادهم إلى أبى عيسى قال: حدثنا محمد بن مرزوق البصري، حدّثنا محمد بن عبد اللَّه الأنصاري، حدّثنى أبى، عن ثمامة، عن أنس قال: كان قيس بن سعد بن عبادة من النبي بمنزلة صاحب الشرطة من الأمير - قال الأنصاري:

ممّا (١) يلي من أموره (٢).

قال: وحدّثنا أبو عيسى حدّثنا أبو موسى، حدّثنا وهب بن جرير، حدّثنا أبى قال: سمعت منصور بن زاذان يحدّث عن ميمون بن أبي شبيب، عن قيس بن سعد بن عبادة: «أن أباه دفعه إلى النبي يخدمه - قال: فمرّ بي النبي وقد صلّيت، فضربني برجله (٣)، وقال:

ألا أدلك على باب من أبواب الجنة؟ قلت: بلى. قال: لا حول ولا قوّة إلا باللَّه (٤)».

قال ابن شهاب: كان قيس بن سعد يحمل راية الأنصار مع النبي . قيل: إنه كان في سرية فيها أبو بكر وعمر، فكان يستدين ويطعم الناس، فقال أبو بكر وعمر: إن تركنا هذا الفتى أهلك مال أبيه! فمشيا في الناس، فلما سمع سعد قام خلف النبي فقال: من يعذرني من ابن أبي قحافة وابن الخطاب؟ يبخّلان عليّ ابني.

قال ابن شهاب: كانوا يعدون دهاة العرب حين ثارت الفتنة خمسة رهط، يقال لهم:

«ذوو رأى العرب ومكيدتهم»: معاوية، وعمرو بن العاص، وقيس بن سعد، والمغيرة بن شعبة، وعبد اللَّه بن بديل بن ورقاء. فكان قيس وابن بديل مع علي، وكان المغيرة معتزلا في الطائف، وكان عمرو مع معاوية.


(١) أي: إنما كان قيس بن سعد منه بمنزلة صاحب الشرطة من الأمير، لأجل أنه كان يلي من أموره .
(٢) تحفة الأحوذي، أبواب المناقب، مناقب قيس بن سعد بن عبادة، الحديث ٣٩٣٩: ١٠/ ٣٤٩، وقال الترمذي:
«هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث الأنصاري».
(٣) أي: للتنبيه.
(٤) تحفة الأحوذي، أبواب الدعوات، باب «في فضل لا حول ولا قوة إلا باللَّه»، الحديث ٥٦٥٢: ١٠/ ٤١، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه». وقال الحافظ أبو العلى صاحب تحفة الأحوذي: «وأخرجه أحمد والحاكم وقال: صحيح، على شرطها». وحديث الإمام أحمد في المسند: ٣/ ٤٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>