للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومات وهو ابْنُ ست وثمانين سنة، وقيل: أربع وثمانين سنة. وقيل: توفي سنة أربع وسبعين. ودفن بالمحصب [١] ، وقيل: بذي [٢] طوي. وقيل: يفج [٣] . وقيل: بسرف [٤] قيل: كَانَ مولده قبل المبعث بسنة، وهذا يستقيم على قول من يجعل مقام النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمكة بعد المبعث عشر سنين، لأنه توفي سنة ثلاث وسبعين، وعمره أربع وثمانون سنة، فيكون لَهُ فِي الهجرة إحدى عشرة سنة، فيكون مولده قبل المبعث بسنة، وأمَّا عَلَى قول من ذهب إِلَى أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يُجزه يَوْم أُحد، وكان لَهُ أربع عشرة سنة، وكانت أُحد فِي السنة الثالثة، فيكون لَهُ فِي الهجرة إحدى عشرة سنة. وأمَّا عَلَى قول من يَقُولُ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أقام بعد المبعث بمكة ثلاث عشرة سنة، وأن عُمَر عَبْد اللَّه أربع وثمانون سنة، فيكون مولده بعد المبعث بسنتين.

وأمَّا عَلَى قول من يجعل عمره ستًا وثمانين سنة، فيكون مولده وقت المبعث، والله أعلم.

٣٠٨١- عبد الله بن عمرو بن الأحوص

(س) عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن الأحوص. أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَطِيبُ، قَالَ أنبأنا طراد ابن مُحَمَّدٍ الزَّيْنَبِيُّ، أَخْبَرَنَا هِلالٌ الْحَفَّارُ، عَنِ الْحُسَيْنِ بن يحيى بن عباس، عن الحسن ابن مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، عَنْ عُبَيْدَةَ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الأَحْوَصِ، عَنْ أُمِّهِ قَالَتْ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم عِنْدَ جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ رَاكِبًا، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا الناس، من رمى الجمرة فليرمها بمثل حصى الحذف [٥] . قَالَتْ: وَرَأَيْتُ بَيْنَ أَصَابِعِهِ حَجَرًا، قَالَتْ: فَرَمَى وَرَمَى النَّاسُ، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ مَعَهَا ابْنٌ لَهَا بِهِ مَسٌّ فَقَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، ابْنِي هَذَا. فَأَمَرَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلَتْ بَعْضَ الأَخْبِيَةِ، فَجَاءَتْ بِتَوْرٍ [٦] مِنْ حِجَارَةٍ فِيهِ مَاءٌ، فَأَخَذَهُ بِيَدِهِ فَمَجَّ فِيهِ، وَدَعَا فِيهِ وَأَعَادَهُ، وَقَالَ: اسْقِيهِ وَاغْسِلِيهِ فِيهِ. قَالَتْ: فَتَبِعْتُهَا فَقُلْتُ: هَبِي لِي مِنْ هَذَا الْمَاءِ. فَقَالَتْ: خُذِي مِنْهُ. فَأَخَذَتْ مِنْهُ حَفْنَةً، فَسَقَيْتُهُ ابْنِي عَبْدَ اللَّهِ، فَعَاشَ فَكَانَ مِنْ بَرِّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ، قَالَتْ: وَلَقِيتُ الْمَرْأَةَ فَأَخْبَرَتْنِي أَنَّ ابْنَهَا بَرَأَ، وَأَنَّهُ غُلامٌ لا غُلامَ أَحْسَنُ مِنْهُ [٧] . أَخْرَجَهُ أبو موسى.


[١] المحصب- بضم الميم وفتح الحاء وتشديد الصاد المفتوحة- بين مكة ومنى، وهو إلى منى أقرب.
[٢] ذو طوى- بضم الطاء، وقيل: بفتحها. وقيل: بكسرها-: موضع عند مكة.
[٣] فج: موضع أو جبل.
[٤] سرف: موضع على ستة أميال من مكة.
[٥] حصى الحذف: حصى صغار.
[٦] في المطبوعة: «بثور» . وتور- بفتح التاء وسكون الواو-: إناء بشرب فيه.
[٧] رواه أحمد بإسناده إلى يزيد بن أبى زياد، نحوه، ينظر المسند: ٦/ ٣١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>