بَلَى. قَالَ: فَتَوَاعَدَا أَنْ يَغْدُوَا إِلَيْه. قَالَ: فَغَدَوْتُ مَعَهُمَا، فَاسْتَأْذَنَ أَبُو سَعِيدٍ، فَأَذِنَ لَهُ، فَدَخَلَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ لِعَبْدِ اللَّهِ، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى أَذِنَ لَهُ، فَلَمَّا دَخَلَ قال أبو سعيد: يا ابن رسول الله، إنك لَمَّا مَرَرْتَ بِنَا أَمْسِ ... فَأَخْبَرَهُ بِالَّذِي كَانَ مِنْ قَوْلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، فَقَالَ حُسَيْنٌ:
أَعَلِمْتَ يَا عَبْدَ اللَّهِ أَنِّي أَحَبُّ أَهْلِ الأَرْضِ إِلَى أَهْلِ السَّمَاءِ؟ قَالَ: إِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ! قَالَ: فَمَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ قاتلتنى وأبى يوم صفّين؟ فو الله لأَبِي كَانَ خَيْرًا مِنِّي. قَالَ: أَجَلْ، وَلَكِنَّ عَمْرٌو شَكَانِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم. فقال: يا رَسُول اللَّهِ، إن عَبْد اللَّهِ يَقُومُ اللَّيْلَ وَيَصُومُ النَّهَارَ، فَقَالَ لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يَا عَبْدَ اللَّهِ، صَلِّ وَنَمْ وَصُمْ وَأَفْطِرْ، وَأَطِعْ عَمْرًا. قَالَ: فَلَمَّا كَانَ يَوْمَ صِفِّينَ أقسم عليّ فخرجت، أما وَاللَّهِ مَا اخْتَرَطْتُ سَيْفًا، وَلا طَعَنْتُ بِرُمْحٍ، وَلا رَمَيْتُ بِسَهْمٍ. قَالَ:
فَكَانَهُ» وتوفي عَبْد اللَّه سنة ثلاث وستين، وقيل: سنة خمس وستين بمصر. وقيل: سنة سبع وستين بمكة. وقيل: توفي سنة خمس وخمسين بالطائف. وقيل: سنة ثمان وستين. وقيل:
سنة ثلاث وسبعين. وكان عمره اثنتين وسبعين سنة. وقيل: اثنتان وتسعون سنة- شك ابْن بكير فِي: سبعين وتسعين.