للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتغزُّل حسان في شعره وقوله فيه (١):

كأن سَبيئةً من بيتِ رأسٍ ... يكون مزاجَها عسلٌ وماءُ

ثم ذكر وصف الشراب، إلى أن قال:

ونشربُها فتتركُنا ملوكًا ... وأُسْدًا لا يُنَهْنِهنا (٢) اللقاءُ

فأقرَّهم على قول ذلك وسماعه؛ لعلمه ببرِّ قلوبهم ونزاهتهم وبُعدهم عن كل دنسٍ وعيب، وأن هذا إذا وقع مقدمةً (٣) بين يدي ما يحبُّه الله ورسوله من مدح الإسلام وأهله وذم الشرك وأهله والتحريض على الجهاد والكرم والشجاعة فمفسدته مغمورة جدًّا في جنب هذه المصلحة، مع ما فيه من مصلحة (٤) هزِّ النفوس واستمالة إصغائها وإقبالها على المقصود [١١٢/ب] بعده، وعلى هذا جرت عادة الشعراء بالتغزُّل بين يدي الأغراض التي يريدونها بالقصيد.

ومنه (٥) تقريرهم على رفع الصوت بالذكر بعد السلام (٦)، بحيث كان من هو خارج المسجد يعرف انقضاء الصلاة بذلك، ولا ينكره عليهم.


(١) «ديوانه» (ص ٧١).
(٢) د، ت: «لا ينههنا».
(٣) «مقدمة» ليست في د.
(٤) «مصلحة» ليست في ت.
(٥) ت: «ومنها».
(٦) رواه البخاري (٨٤٢) ومسلم (٥٨٣) من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما -.