للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أصحاب يعرفون، والمبلِّغون عن عمر فتياه ومذاهبَه وأحكامَه في الدين بعده كانوا (١) أكثر من المبلِّغين عن عثمان والمؤدِّين عنه.

وأما علي بن أبي طالب، فانتشرت أحكامه وفتاواه (٢)، ولكن قاتل الله الشيعة، فإنهم أفسدوا كثيرًا من علمه بالكذب عليه. ولهذا أصحابُ الحديث من أهل الصحيح لا يعتمدون من حديثه وفتاواه (٣) إلا ما كان من طريق أهل بيته وأصحاب عبد الله بن مسعود كعَبيدة [١١/أ] السَّلماني وشُريح وأبي وائل ونحوهم. وكان - رضي الله عنه - يشكو عدمَ حَمَلة العلم الذي أُودعه، كما قال: إنَّ هاهنا علمًا لو أصبتُ له (٤) حَمَلة (٥)!

فصل

والدين والفقه والعلم انتشر في الأمة عن أصحاب ابن مسعود،


(١) "كانوا" ساقط من ع.
(٢) س، ع: "فتاويه".
(٣) ت، ع: "فتاويه".
(٤) "له" ساقط من ت.
(٥) رواه المعافى بن زكريا النهرواني في "الجليس الصالح" (٣/ ٣٣١ - ٣٣٢، ٤/ ١٣٥ - ١٣٧)، وأبو هلال العسكري في "ديوان المعاني" (١/ ١٤٦ - ١٤٧)، وأبو نعيم في "الحلية" (١/ ٧٩ - ٨٠)، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" (١٧٧)، والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (١/ ١٤ - ١٥)، وأشار إلى لينِ بعض أسانيده، وعدم الاعتماد على بعض رواته. والحقّ أن طرق الأثر كلها واهية، وأوهى طرقه هو المرويّ في "تاريخ" الخطيب (٧/ ٤٠٨). وقد قال ابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (٢/ ٨٩٤): "وهو حديثٌ مشهورٌ عند أهل العلم، يستغني عن الإسناد؛ لشهرته عندهم".