للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكلُّ مسلم أشدُّ ضرورةً إليه من الطعام والشراب والنفَس. وبالله التوفيق.

فصل

ومنها: قوله تعالى: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (٣٠) حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ} [الحج: ٣٠ - ٣١].

فتأمَّلْ هذا المثلَ ومطابقتَه لحال من أشرك بالله، وتعلَّق بغيره. ويجوز لك في هذا التشبيه أمران (١):

أحدهما: أن تجعله تشبيهًا مركَّبًا، ويكون قد شبَّه من أشرك بالله وعبَد معه غيرَه برجل قد تسبَّب إلى هلاك نفسه هلاكًا لا يرجى معه نجاة، فصوَّر حالَه بصورة حالِ مَن خرَّ من السماء، فاختطفته الطير في الهواء (٢)، فتفرَّق مُزَعًا (٣) في حواصلها، أو عصفت به الريح حتى (٤) هَوَتْ به في بعض المطارح (٥) البعيدة. وعلى هذا لا يُنظر (٦) إلى كلِّ فرد من أفراد المشبَّه ومقابِله من المشبَّه به.


(١) انظر: "الكشاف" للزمخشري (٣/ ١٥٥).
(٢) رسمه في النسخ الخطية والمطبوعة: "الهوى".
(٣) المُزْعة والمِزْعة من اللحم: قطعة يسيرة منه. وفي ع: "فتمزق مزعًا" وكذا في المطبوع. وفي طبعة الشيخ محمد محيي الدين ومَن تبعه: "فتمزق مزقًا". وفي "الكشاف" ــ والمصنف صادر عنه ــ كما أثبتنا من النسخ ما عدا ع.
(٤) كذا في ع و"الكشاف". وفي النسخ الأخرى: "حين"، تصحيف.
(٥) في "الكشاف": "المطاوح" بالواو.
(٦) في النسخ المطبوعة: "لا تُنظر".