للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر.

فصل

وكان باليمن مطرِّف بن مازن قاضي صنعاء، وعبد الرزاق بن همّام، وهشام بن يوسف، ومحمد بن ثور، وسِمَاك بن الفضل (١).

فصل

وكان بمدينة السلام من المفتين خلق كثير. ولمّا بناها المنصور أقدَمَ إليها من الأئمة والفقهاء والمحدثين بشرًا كثيرًا، فكان (٢) من أعيان المفتين بها أبو عبيد القاسم بن سلام، وكان جبلًا نُفِخ فيه الروحُ علمًا وجلالةً ونبلًا وأدبًا. وكان منهم أبو ثور إبراهيم بن خالد الكلبي صاحب الشافعي، وكان قد جالس الشافعي وأخذ عنه. وكان أحمد يعظِّمه ويقول: هو في مِسْلاخ الثوري (٣).

وكان بها إمام أهل السنّة على الإطلاق أحمد بن حنبل الذي ملأ الأرض علمًا وحديثًا وسنّةً، حتى إن أئمة الحديث والسنّة بعده هم أتباعه إلى يوم القيامة. وكان - رضي الله عنه - شديد الكراهة لتصنيف الكتب، وكان يحبُّ تجريد الحديث، ويكره أن يُكتَب كلامُه، ويشتدُّ عليه جدًّا (٤)، فعلِم الله


(١) هنا انتهى النقل من كتاب "الإحكام" لابن حزم.
(٢) ت: "وكان".
(٣) رواه الخطيب في "التاريخ" (٦/ ٥٧٦). و"المسلاخ": الجِلد. يعني أنه نظير الثوري في علمه وفضله وسمته.
(٤) انظر: "مناقب الإمام أحمد" (١/ ٢٦١ - ٢٦٥).