للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا} [النساء: ٣٥]، أفخرجت من هذه؟ قالوا: نعم. قالوا: وأخرى: محا نفسَه أن يكون أمير المؤمنين، فإن لم يكن أميرَ المؤمنين فأميرُ الكافرين هو؟ فقلت لهم: أرأيتم إن قرأتُ من كتاب الله عليكم وجئتكم به من سنَّة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أترجعون؟ قالوا: نعم. قلت: قد سمعتم أو أُراه قد بلَغكم أنه لما كان يومُ الحديبية جاء سهيل بن عمرو إلى رسول [١٢٨/أ] الله - صلى الله عليه وسلم - فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لعليٍّ: "اكتُبْ: هذا ما صالح عليه محمدٌ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -". فقالوا: لو نعلم أنك رسول الله لم نقاتلك. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لعليٍّ: "امحُ يا عليُّ". أفخرجتُ من هذه؟ قالوا: نعم. قال: وأما قولكم: قتَلَ ولم يَسْبِ ولم يغنَم، أفتسبُون أمَّكم وتستحِلُّون منها ما تستحِلُّون من غيرها؟ فإن قلتم نعم فقد كفرتم بكتاب الله وخرجتم من الإسلام، فأنتم بين ضلالتين. وكلَّما جئتُهم بشيء من ذلك أقول: أفخرجتُ منها؟ فيقولون: نعم. قال: فرجع منهم ألفان، وبقي ستة آلاف.

وله طرق عن ابن عباس (١)، وقياسه المذكور من أحسن القياس وأوضحه.

وقد أنكر ابن عباس على زيد بن ثابت مخالفته للقياس في مسألة الجدِّ والإخوة، فقال: ألا يتقي الله زيد؟ يجعل ابن الابن ابنًا، ولا يجعل أب الأب أبًا (٢).

وهذا محض القياس.


(١) انظر: "أنساب الأشراف" للبلاذري (٢/ ٣٦٠ - ٣٦١).
(٢) رواه محمد بن محمد ابن الباغندي في "ما رواه الأكابر عن الأصاغر" (١٤) بمعناه.