للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال طاوس (١): أدركت نحوًا من خمسين من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إذا ذكر ابنُ عباس شيئًا فخالفوه، لم يزل بهم حتى يقرِّرَهم (٢).

وقيل لطاوس: أدركتَ أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -، ثم انقطعتَ إلى ابن عباس! فقال: أدركتُ سبعين من أصحاب محمد (٣) - صلى الله عليه وسلم - إذا تدارؤوا (٤) في شيء انتهَوا إلى قول ابن عباس (٥).

وقال ابن أبي نَجيح: كان أصحاب ابن عباس يقولون: ابن عباس أعلم من عمر ومن علي ومن عبد الله. ويعدُّون ناسًا، فيثِب عليهم الناس، فيقولون: لا تعجَلوا علينا، إنه لم يكن أحد من هؤلاء إلا وعنده من العلم (٦) ما ليس عند صاحبه، وكان ابنُ عباس قد جمعه كلَّه (٧).


(١) رواه بمعناه ابن معين، كما في الجزء الثاني من فوائده (١٩٥)، وكذا في "تاريخ" عباس الدوري (٣٧٩) عنه. ورواه أيضًا ابن أبي شيبة (١٣٣٤١)، وإسحاق بن راهويه في "المسند" (كما في المطالب العالية ١٦/ ٤٨٣)، وأحمد في "العلل" لابنه عبد الله (١٥٥٤)، وابن سعد في "الطبقات" (٢/ ٣٢٠).
(٢) أي يبيِّنه لهم حتى يعترفوا بإصابة رأيه.
(٣) ع: "رسول الله".
(٤) أي إذا تدافعوا واختلفوا.
(٥) رواه ابن سعد في "الطبقات" (٢/ ٣١٦)، والبخاري في "التاريخ الكبير" (٥/ ٤)، وعبد الله ابن الإمام أحمد في زياداته على "فضائل الصحابة" (١٨٩٢). والبلاذري في "أنساب الأشراف" (٤/ ٣٠).
(٦) انتهى الخرم الواقع في س.
(٧) أخرجه ابن جرير في "تهذيب الآثار ــ مسند ابن عباس" (١/ ١٨٠). وانظر: "طبقات الفقهاء" للشيرازي (ص ٤٩).