للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن هنا أخذ الشافعي الاحتجاجَ بهذه الآية على أن الإجماع حجة (١).

وقال الشعبي: عليكَ بآثارِ مَن سلفَ وإن رفضَك الناس، وإيَّاك وآراءَ الرجال وإن زَخْرفوها لك بالقول (٢).

وقال أيضًا: ما حدَّثوك به عن أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - فخُذْه، وما حدَّثوك به عن رأيهم (٣) فانبِذْه في الحُشِّ (٤).

قال الأوزاعي: اصبِرْ نفسَك على السنة، وقِفْ حيث وقفَ القوم، واسلُكْ سبيلَ سلَفِك الصالح، فإنه يَسَعُك ما وسِعَهم، وقُلْ بما قالوا، وكُفَّ عما كَفُّوا، ولو كان هذا خيرًا ما خُصِصْتم به دون أسلافكم؛ فإنهم لم يُدَّخَرْ عنهم خيرٌ خُبِئ لكم دونهم لفضلٍ عندكم، وهم أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذين اختارهم له وبعثَه فيهم, ووصفهم فقال: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ ... } الآية [الفتح: ٢٩] (٥).


(١) كما في «أحكام القرآن» للشافعي (١/ ٣٩، ٤٠) و «قواطع الأدلة» (٣/ ٢٠٢).
(٢) رواه الآجري في «الشريعة» (١٢٧) والهروي في ذم الكلام (١٢٠) وابن عبد البر في «الجامع» (٢٠٧٧)، عن الأوزاعي، ولم أجده عن الشعبي إلا في «تنبيه الرجل» (ص ٥٥٠).
(٣) ك، ب: «رأي».
(٤) رواه عبد الرزاق (٢٠٤٧٦) وأبو نعيم (٤/ ٣١٩) وابن عبد البر في «الجامع» (١٤٣٨).
(٥) رواه الآجري في «الشريعة» (٢٩٤) واللالكائي (٣١٥) والخطيب في «شرف أصحاب الحديث» (ص ٧) وغيرهم.