للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وصحَّ عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه سئل عن مسألة القدر (١)، وما يعمل الناس فيه، أمر قد قُضي وفُرِغ منه أم أمر يُستأنف؟ فقال: «بل أمرٌ قد قضي وفُرغ منه». فسئل حينئذ: ففيم العمل؟ فأجاب بقوله: «اعملوا، فكُلٌّ ميسَّر لما خُلِق له. أما من كان من أهل السعادة فسيُيَسَّر لعمل أهل السعادة، ومن كان من أهل الشقاوة فيُيَسَّر لعمل أهل الشقاوة». ثم قرأ قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى} إلى آخر الآيتين [الليل: ٥ - ١٠]. ذكره مسلم (٢).

وصح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه سئل عما يكتمه الناس في ضمائرهم، هل يعلمه الله؟ فقال: «نعم». ذكره مسلم (٣).

وصح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه سئل: أين كان ربنا قبل أن تخلق السموات والأرض؟


(١) في حاشية ز بخط ناسخها: «صوابه: عن ساعة القدر».
(٢) قوله: «اعملوا ... » إلخ رواه البخاري (٤٩٤٩) ومسلم (٢٦٤٧) من حديث علي - رضي الله عنه -، ولكن لم أقف عليه بالسياق الذي أورده المصنف.
(٣) برقم (٩٧٤/ ١٠٣) من حديث عائشة في قصة البقيع. وفيه أن قوله «نعم» من قول عائشة، وهو عند أحمد (٢٥٨٥٥) والنسائي (٣٩٦٣، ٣٩٦٤) من قول النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال النووي في «شرحه» (٧/ ٤٤): هكذا في الأصول ــ أي أصول صحيح مسلم ــ وهو صحيح، وكأنها لما قالت: «مهما يكتم الناس يعلمه الله» صدقت نفسها، فقالت: «نعم».