للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

للمصحف الذي جمع الناسَ عليه، وهو الذي بلسان قريش (١). ومن ذلك: تحريق الصدِّيق للفجاءة السُّلَميِّ (٢). ومن ذلك: اختيار عمر - رضي الله عنه - للناس إفرادَ الحجِّ، وأن يعتمروا في غير أشهر الحج (٣)، فلا يزال البيت الحرام معمورًا بالحجاج والمعتمرين.

ومن ذلك [٢٥٢/أ] منع عمر - رضي الله عنه - الناسَ من بيع أمهات الأولاد، وقد باعوهن في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحياة أبي بكر - رضي الله عنه - وأرضاه (٤). ومن ذلك: إلزامه بالطلاق الثلاث لمن أوقعه بفم واحد عقوبةً له، كما صرَّح هو به (٥)، وإلا فقد كان على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وصدرًا من إمارته هو يجعل واحدةً (٦)؛ إلى أضعاف أضعاف ذلك من السياسات العادلة التي ساسوا بها الأمة، وهي مشتقَّة من أصول الشريعة وقواعدها.

وتقسيم بعضهم طرق الحكم إلى شريعة وسياسة كتقسيم غيرهم الدين إلى شريعة وحقيقة، وكتقسيم آخرين الدين إلى نقل وعقل (٧). وكلُّ ذلك تقسيم باطل، بل السياسة والحقيقة والطريقة والعقل= كلُّ ذلك ينقسم إلى


(١) تقدَّم تخريجه.
(٢) انظر: «تاريخ الطبري» (٢/ ٣٥٣) و «تاريخ الإسلام» (٣/ ١١٨).
(٣) تقدَّم تخريجه.
(٤) تقدَّم تخريجه.
(٥) ب: «بذلك»، وكذا في النسخ المطبوعة.
(٦) تقدَّم تخريجه.
(٧) ما عدا ز: «عقل ونقل».