للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

«الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم». متفق عليه (١).

وفي لفظ لهما (٢): «لا عدوى، ولا طيرة. ويعجبني الفأل». قالوا: وما الفأل؟ قال: «كلمة طيبة».

ولما قال: «لا عدوى، ولا طيرة، ولا هامة» قال له رجل: أرأيت البعير يكون به الجَرَبُ، فتجرَب الإبل. قال: «ذاك القدر. فمَن أجرب الأول؟». ذكره أحمد (٣).

ولا حجة في هذا لمن أنكر الأسباب، بل فيه إثبات القدر، وردُّ الأسباب كلِّها إلى الفاعل الأول؛ إذ لو كان كلُّ سبب مستندًا إلى سببٍ قبله، لا إلى غايةٍ= لزم التسلسلُ في الأسباب، وهو ممتنع. فقطع النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - التسلسلَ بقوله: «فمن أعدى الأول» (٤)، إذ لو كان الأول قد جَرِب بالعدوى، والذي قبله كذلك، لا إلى غاية= لزم التسلسل الممتنع.

وسألته - صلى الله عليه وسلم - امرأة، فقالت: يا رسول الله، دارٌ سكنَّاها، والعدد كثير، [والمال] (٥) وافر؛ فقلَّ العدد، وذهب المال. فقال: «دعُوها ذميمةً». ذكره


(١) البخاري (٥٧٥٥) ومسلم (٢٢٢٣) من حديث أبي هريرة.
(٢) البخاري (٥٧٧٦) ومسلم (٢٢٢٤) من حديث أنس.
(٣) برقم (٤٧٧٥) من حديث ابن عمر. ورواه أيضًا ابن أبي شيبة (٢٦٩٢١) وابن ماجه (٨٦). وفيه الكلبي، ضعيف. والحديث ضعفه البوصيري في «المصباح» (١/ ٥٣)، وانظر: «الصحيحة» (٧٨٢).
(٤) رواه البخاري (٥٧١٧) ومسلم (٢٢٢٠) من حديث أبي هريرة.
(٥) ما بين المعقوفين ساقط من النسخ الخطية، واستدركناه من «الموطأ».