للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال بقيُّ بن مَخْلَد: ثنا سَحنون والحارث بن مسكين، عن ابن القاسم، عن مالك أنه كان يُكثِر أن يقول: {إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ} (١).

وقال القعنَبي: دخلتُ على مالك بن أنس في مرضه الذي مات فيه، فسلَّمتُ عليه، ثم جلستُ. فرأيته يبكي، فقلتُ له: يا أبا عبد الله، ما الذي (٢) يُبكيك؟ فقال لي: يا ابن قعنَب، [٤٢/أ] ومالي لا أبكي؟ ومن أحقُّ بالبكاء منِّي؟ والله لوددتُ أنِّي ضُرِبتُ لكلِّ (٣) مسألة أفتيتُ فيها بالرأي سوطًا. وقد كانت لي السعة فيما قد سُبِقت إليه، وليتني لم أُفْتِ بالرأي (٤).

وقال ابن أبي داود: ثنا أحمد بن سِنان قال: سمعتُ الشافعيَّ يقول: مَثَلُ الذي ينظر في الرأي ثم يتوب منه مثلُ المجنون الذي عولج حتى برئ، فأعقَلُ ما يكون قد هاج به (٥).


(١) رواه ابن حزم في "الصادع" (٣٤٧) و"الإحكام" (٦/ ٢١، ٥٧) ــ وعنه الحميدي في "جذوة المقتبس" (ص ٣٨٢) ــ من طريق بقي بن مخلد به. وله شاهد رواه أبو نعيم في "الحلية" (٦/ ٣٢٣).
(٢) "الذي" ساقط من ت.
(٣) ع: "في كلِّ". وفي النسخ المطبوعة: "بكلِّ".
(٤) رواه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (٢٠٨١)، وابن حزم ــ وهذا لفظه ــ في "الصادع" (٣٤٨) و"الإحكام" (٦/ ٥٧) وعنه الحميدي في "جذوة المقتبس" (ص ٥١١) ــ من طريقين عن محمد بن عمر بن لبابة، عن مالك بن علي القطني، عن القعنبي، وابن لبابة عالمٌ فقيهٌ، لكنه ضعيف، وشيخُه مالك بن علي ضعيف، كذّبه ابن وضاح.
(٥) رواه الآجري ــ ومن طريقه ابن عبد البر في "الجامع" (٢٠٣٤)، وعنه ابن حزم في "الصادع" (٣٤٩) و"الإحكام" (٦/ ٥٣) ــ عن ابن أبي داود به، وسنده صحيح.