للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وروى الشعبي عن مسروق عن عبد الله يرفعه: "ما من حاكمٍ يحكُم بين الناس إلا وُكِلَ به ملَكٌ آخِذٌ (١) بقفاه حتى يقف به على شَفير جهنم. فيرفع رأسه إلى الله، فإن أمَره أن يقذفه قذَفه في مهوَى أربعين خريفا" (٢).

وفي "السنن" (٣) من حديث [٢١/ب] ابن بريدة (٤) عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "القضاة ثلاثة، اثنان في النار وواحد في الجنة: رجلٌ عرَف الحقَّ، فقضَى به، فهو في الجنة. ورجلٌ قضَى بين الناس بالجهل، فهو في النار. ورجل عرَفَ الحقَّ، فجَارَ، فهو في النار".

وقال عمر بن الخطاب (٥) - رضي الله عنه -: ويلٌ لِدَيَّانِ مَن في الأرض مِن دَيَّانِ مَن في السماء يوم يلقونه، إلَّا مَن أمرَ بالعدل، وقضَى بالحق، ولم يَقْضِ على هوًى، ولا على قرابة، ولا على رَغَبٍ ولا رَهَبٍ (٦)؛ وجعَل كتابَ الله مرآةً بين عينيه (٧).


(١) ت: "وكل الله به ملكًا آخذًا".
(٢) رواه أحمد (٤٠٩٧)، وابن ماجه (٢٣١١)، وسنده ضعيف؛ لضعف مجالد بن سعيد، وقد اختلف عليه الثقات في رفعه ووقفه، ورجّح الدارقطني في "العلل" (٥/ ٢٤٩) أنه موقوف.
(٣) رواه أبو داود (٣٥٧٣)، وابن ماجه (٢٣١٥)، والترمذي (١٣٢٢)، والنسائي في "الكبرى" (٦١٠٢)، وصححه الحاكم (٤/ ٩٠) والعراقي في "المغني" (٢/ ٩٣٩)، ولا يخلو طريقٌ من طرقه من علّة، لكن مجموع أسانيده يُشير إلى أن له أصلا.
(٤) ت: "أبي بريدة"، خطأ.
(٥) لم يرد "بن الخطاب" في ت.
(٦) ت: "على رهب".
(٧) رواه ابن أبي شيبة (٢٣٤١٦)، وأحمد في "الزهد" (٦٦٣)، وسمويه في "الفوائد" (كما في "العلو" للذهبي ص ٦١٢) ــ ومن طريقه أبو نعيم في "فضيلة العادلين" (٤٤)، والذهبي في "العلو" ص ٦١٢، وخلف بن وكيع في "أخبار القضاة" (١/ ٣٠ - ٣١)، وابن خزيمة في "السياسة" ــ كما في "إتحاف المهرة" ١٢/ ٣٠٩ ــ، وأبو العباس الأصم في جزء من حديثه (٤٤)، والبيهقي في "السنن الكبير" (١٠/ ١١٧)، وابن عساكر في "التاريخ" (٣٥/ ٣١٨ - ٣١٩، ٥٥/ ٢٤٣ - ٢٤٤، ٥٦/ ١٣١)، وسند الأثر صحيح.