للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الربيع بن أنس: مثل الشجرة الخبيثة مثل الكافر، ليس لقوله ولا لعمله أصل ولا فرع، ولا يستقرُّ قوله ولا عمله على الأرض، ولا يصعد إلى السماء (١).

وقال سعيد (٢) عن قتادة في هذه الآية: إنَّ رجلًا لقي رجلًا من أهل العلم فقال له: ما تقول في الكلمة الخبيثة؟ قال: ما أعلم لها في الأرض مستَقرًّا ولا في السماء مَصْعَدًا، إلا أن تلزم عنقَ صاحبها حتى يوافي بها القيامة (٣).

[١٠٣/ب] وقوله: {اجْتُثَّتْ} أي استُؤْصِلت من فوق الأرض.

ثم أخبر سبحانه عن فضله وعدله في الفريقين أصحاب الكلم الطيب والكلم الخبيث، فأخبر أنه يثبِّت الذين آمنوا بإيمانهم بالقول الثابت أحوجَ ما يكونون إليه في الدنيا والآخرة، وأنه يُضِلُّ الظالمين ــ وهم المشركون ــ عن القول الثابت. فأضلَّ هؤلاء بعدله لظلمهم، وثبَّت المؤمنين بفضله لإيمانهم.

وتحت قوله: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [إبراهيم: ٢٧] كنز عظيم، مَن وُفِّق لمظِنَّته، وأحسن استخراجه،


(١) رواه ابن جرير في "جامع البيان" (١٣/ ٦٥٧).
(٢) رواه سعيد بن أبي عروبة في "التفسير"، ومن طريقه ابن جرير في "جامع البيان" (١٣/ ٦٥٥ - ٦٥٦).
(٣) كذا في س، ح، ع. وكذا في "تفسير الطبري" (١٦/ ٥٨٧). وقال الأستاذ محمود شاكر في تعليقه: "في المطبوعة زاد، فقال: يوم القيامة". قلت: وكذا في ت، ف، وفي طبعة هجر من التفسير.