للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي «سنن النسائي» (١) وأبي داود وابن ماجه عن عائشة أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - بعث أبا جهم بن حذيفة مصدِّقًا، فلاحَّه (٢) رجلٌ في صدقته، فضربه أبو جهم، فشجَّه. فأتوا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: القوَدَ يا رسول الله. فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «لكم كذا وكذا»، فلم يرضوا. [فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لكم كذا وكذا»، فرَضُوا] (٣). فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «إنِّي خاطبٌ العشيةَ على الناس، ومُخبِرهم برضاكم». فقالوا: نعم. فخطب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «إنَّ هؤلاء الليثيين (٤) أتَوني يريدون القصاص، فعرضتُ عليهم كذا وكذا، فرضُوا. أرضيتم؟». فقالوا: لا. فهمَّ المهاجرون بهم، فأمرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يكفُّوا عنهم، فكفُّوا (٥). ثم دعاهم، فزادهم، فقال: «أرضيتم؟». فقالوا: نعم. فقال: «إني خاطبٌ على الناس، ومُخبِرهم برضاكم» فقالوا: نعم. فخطب النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «أرضيتم؟». قالوا: نعم.


(١) رواه أحمد (٢٥٩٥٨)، وأبو داود (٤٥٣٤)، والنسائي (٤٧٧٨)، وابن ماجه (٢٦٣٨)، ونقل قول محمد بن يحيى الذهلي: «تفرّد بهذا معمر، لا أعلم رواه غيرُه». يعني: تفرّد بوصله وإسناده عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، وقد خالفه يونس بن يزيد الأيلي، فرواه عن الزهري قال: بلغنا ... (فذكره). رواه البيهقي (٨/ ٤٩) من طريق ابن وهب، عن يونس به. وصحح ابن حبان الحديث (٦١٩٤)، ونحا نحوَه البيهقي في «معرفة السنن والاثار» (٦/ ١٧٠). ويُنظر: «المصنف» لعبد الرزاق (١٨٠٣٣، ١٨٠٣٤).
(٢) كذا بالحاء المهملة في النسخ و «سنن النسائي». وفي غيره: «فلاجَّه» من اللجاج. وفي النسخ المطبوعة: «فلاحاه»، ولعله إصلاح من بعض الناشرين.
(٣) ما بين الحاصرتين ساقط من النسخ لانتقال النظر، وقد أشير إليه في طرَّة ف.
(٤) «الليثيين» ساقط من ع والنسخ المطبوعة.
(٥) في النسخ المطبوعة بعده زيادة: «عنهم».