قيل: من يصرف عنه العذاب يومئذ فقد رحمه، وكذلك روي في حرف حفصة:(مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ)، وفي حرف ابن مسعود:(من يصرف عنه شر ذلك اليوم فقد رحمه).
ويحتمل أن يكون قوله:(مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ) صلة قوله: (قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ).
وكذلك روي عن ابن عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قال في قوله - تعالى -: (قُلْ إِنِّي أَخَافُ): قل لكفار أهل مكة حين دعوه إلى دينهم، على ما ذكر في بعض القصة:(قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (١٥) مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (١٦). وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ).
وذلك الصرف - يعني: صرف العذاب - الفوز المبين، وإنما ذكره - واللَّه أعلم - فوزا مبينًا؛ لأنه فوز دائم، لا زوال له، وليس كفوز هذه الدنيا يكون في وقت ثم يزول عن قريب، ولا كذلك فوز الآخرة.