للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أي: للذي أحسن.

وفي حرف ابن مسعود - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -: (تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ)، أي: تبيانا لكل شيء، وهدى من الضلال والشبهات، ونعمة، ورحمة من العذاب والعقاب.

(لَعَلَّهُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ).

أي: ليكونوا بلقاء ربهم يؤمنون؛ هو على التحقيق.

وعن ابن عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قال: (تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ) يقول: أتم له الكتاب على أحسنه على الذي بلغ من رسالته، وتفصيل كل شيء: بيان كل شيء (وَهُدًى)، أي: تبيانا من الضلالة (وَرَحْمَةً)، أي: نعمة، (لَعَلَّهُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ)، أي: بالبعث بعد الموت، (يُؤْمِنُونَ)، أي: ليكونوا مؤمنين بالبعث.

ومنهم من يقول في قوله: (ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ): إنه وإن أتى بحرف الترتيب، فإنه على الإخبار؛ كأنه قال: ثم قد كنا آتينا موسى الكتاب تمامًا، معناه: وقد آتيناه.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ ... (١٥٥) يعني: القرآن أنزلناه.

(مُبَارَكٌ).

قال أبو بكر الكيساني: البركة هي التي من تمسك بها أوصلته إلى كل خير وعصمته من كل شر، وهو المبارك.

وقال الحسن: هو المبارك لمن أخذه واتبعه وعمل به، فهو مبارك له، وسمي هذا القرآن مباركًا؛ لما يبارك فيه لمن اتبعه، هو مبارك لمتبعه والعامل به، وإلا من لم يتبعه فليس هو بمبارك له، بل هو عليه شدة ورجس؛ كقوله - تعالى -: (وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (١٢٤) وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ)، فهو ما ذكرنا مبارك لمن اتبعه وتمسك به، وسمي مجيدًا -أيضًا- وكريمًا لمن اتبعه يصير مجيدًا

<<  <  ج: ص:  >  >>