للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كَالْجَوَابِ).

وقَالَ بَعْضُهُمْ: قطعوا في الصخور بيوتا؛ كقوله: (يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ)؛ فيكون في هذا إخبار عن قواهم وشدتهم.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (١٠):

قَالَ بَعْضُهُمْ: سماه: ذا الأوتاد، والوتَد: الحبل.

وقَالَ بَعْضُهُمْ: سمي: ذا الأوتاد؛ لأنه كانت له أوتاد نصبها لتعذيب من غضب عليه.

وقَالَ بَعْضُهُمْ: إنه كان نصب على الطرق أناسا، على كل طريق إنسانا راصدا وحافظا.

وقيل: أي: ذو قصور وبنيان مشيدة مرفوعة تشبه الجبال؛ إذ هي أوتاد الأرض.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (١١) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (١٢) طغيانهم في البلاد: تمردهم وعتوهم فيها.

وقوله: (فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (١٣):

قَالَ بَعْضُهُمْ: عذبهم بسوطهم الذي كانوا به يعذبون الخلق، ويضربونهم.

وقال أبو بكر الأصم: إن السوط لون من العذاب؛ فعذب عادًا بلون منه، وعذب ثمود بلون منه، وفرعون وأتباعه بلون منه.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (١٤):

قال أبو بكر الأصم: يرصد عذابه بأعدائه ينتظر به آجالهم، ثم يوقع بهم العذاب إذا أتى الأجل.

وعندنا: أنه يرصد عليهم ما عملوا، فلا يشتد عليه، ولا يعزب عنه شيء من علمهم؛ بل يحفظ عليهم ما استتر منه وما ظهر.

وقيل: أي: لا يجاوزه ظلم ظالم، ولا يفوته هارب.

ثم لم ينصرف وهم أحد في قوله - تعالى -: (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ) إلى إتيان مكان، فما بال بعض الناس انصرف وهمهم في قوله: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى)،

<<  <  ج: ص:  >  >>