وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (٢) قوله: (أَنْزَلْنَاهُ): الهاء كناية عن الكتاب الذي تقدم ذكره.
(قُرْآنًا عَرَبِيًّا) أنزله بلسان العرب، ولا ندري بأى لسان كان في اللوح المحفوظ، غير أنه أخبر أنه أنزله بلسان العرب، وهكذا كل كتاب أنزل إنما أنزل بلسان المنزل عليهم، لم ينزل بغيو لسانهم.
ما لكم وما عليكم، وما تأتون وما تتقون، أو تعقلون أن هذه الأنباء التي يخبركم بها مُحَمَّد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - من اللَّه - تعالى - لأنها كانت في كتبهم بغير لسانه، فأخبر على ما كانت في كتبهم؛ دل أنه إنما عرف ذلك باللَّه تعالى.
أو لعلكم تعقلون بأن فيه شرفكم؛ لأنكم تصيرون متبوعين لما يحتاج الناس إلى معرفة ما فيه، ولا يوصل ذلك إلا بكم فتكونون متبوعين والناس أتباع لكم؛ وهو كقوله:(لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ)، قال أهل التأويل: أي: فيه شرفكم، واللَّه أعلم.