قوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) قال بعضهم من أهل التأويل: ذلك في قوم كان بينهم وبين رسول اللَّه عهد على غير مدة مبينة، فأمر بنقض العهد المرسل وجعله في أربعة الأشهر التي ذكر في قوله:(فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ).
وقَالَ بَعْضُهُمْ: هي في قوم كان لهم عهد دون أربعة أشهر، فأمر بإتمام أربعة أشهر؛ ودليله قوله:(فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ).
وقال أبو بكر الكيساني: الآية في قوم كانت عادتهم نقض العهد ونكثه؛ كقوله:(الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ)، فأمر أن يعطي العهد أربعة أشهر التي ذكر في الآية ثم الحرب بعد ذلك.
وقَالَ بَعْضُهُمْ: لما نزل قوله: (بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ) بعث رسول اللَّه، عليا إلى الموسم ليقرأه على الناس، فقرأ عليهم:(بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ) من العهد غير أربعة