فَإِنْ قِيلَ: لم يصر ما ذكرت؛ لأنهم لم يرتكبوا المناهي - قيل: الارتكاب فعلهم؛ فلا يحتمل أن يكون بفعلهم ذلك؛ فدل أن ما ذكرنا فاسد، وعلى قولهم يكون بالنهي عاصيًا مضلّا، وعندنا قوله:(يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ) أي: يخلق فعل الضلال منهم، أو يضل من علم أنه يختار الضلال على الهدى ويخذلهم.
قال أبو بكر: دل قوله: (فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا) أن الآيات التي تقدم ذكرها في أهل الإسلام؛ لأنه أخبر أنه تزل قدم بعد ثبوتها، وهو الكفر بعد الإسلام.
وعندنا هو ما ذكرنا أن قوله:(فَتَزِلَّ قَدَمٌ) بالخوف، (بَعْدَ ثُبُوتِهَا) أي: بعدما كانوا آمنين؛ لأنهم بأيمانهم كانوا يأمنون، وبنقضهم العهود والأيمان يخافون، فيكون قوله:(فَتَزِلَّ قَدَمٌ) كناية عن الخوف، والثبوت كناية عن الأمن، أي صاروا خائفين بنقضهم العهود والأيمان بعدما كانوا آمنين بها، واللَّه أعلم.